أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

تراجم الرجال

صفحة 62 - الجزء 1

تراجم الرجال

  

  الحمد لله رب العالمين، وبعد: فهذه جملة تعريفية مختصرة لجميع من ورد ذكره في هذا الكتاب قدر الإمكان، وقد اعتمدنا في ذلك على ثلاثة كتب: أولاً: لوامع الأنوار وذلك في بعض تراجم الصحابة وأغلب الرجال الذين في السند قبل محمد بن منصور، وثانياً: الجداول وذلك في الباقين ومنه أكثر النقل، وثالثاً: كتاب طبقات الزيدية وذلك لزيادة توضيح أو تصحيح أو إضافة ترجمة ناقصة.

  وقد قمنا بفك الرموز التي تشير إلى من قد أخرج للمترجَم له، وهي في الجداول في أول الترجمة قبل اسم المترجم له، فأحببنا تأخيرها إلى آخر الترجمة وإضافة (أخرج له) حتى يتضح المعنى.

  هذا، وقد أحببنا إضافة نبذة صغيرة من كلام علامة العصر عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي ¦ في مقدمة كتابه الجداول وذلك لما لها من تعلق بالموضوع، ولأنها ستحل بعض الإشكالات التي قد ترد أو هي واردة فقال ¦:

  هذا، وليعلم المطلع أني كثيراً ما أنقل من كلام علماء الحديث في تراجم الرجال إما لتأكيد الحجة، أو لأنَّه قد ذكر عند غير أصحابنا، ومع ذلك فلا يغتر أحد بكلامهم في الشيعة، فقد تكلم بعضهم في الأئمة التي صحت الآثار فيهم عن رسول الله ÷ وشهد لهم بالنجاة، فهذا القطان تكلم في الصادق، والبخاري تكلم في النفس الزكية والكاظم، وابن حبان وعلي القارئ تكلما في علي بن موسى الرضا، والذهبي تكلم في الهادي وغيره من الأئمة، والدارقطني تكلم في أبي الطاهر؛ فهؤلاء العترة فرضاً عن غيرهم من الأتباع.

  ثم اعلم أن الذي اشترطه محققو الأصوليين اتحاد مذهب المعدِّل والمعدَّل والجارح والمجروح؛ إذ الاختلاف يقضي بعدم صحة الإطلاق ولو كان من عارف، فكم من جرح عند قوم يكون تعديلاً عند آخرين، كالجرح بالتشيع قال ابن حجر في مقدمة الفتح: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة⁣(⁣١).

  هذا، وقد جعل في تنقيح الأنظار قولهم: «كذاب» مما يلحق بالجرح المطلق، قال: لأنَّه يطلق على من يخالف ما تقرر عند المخالف كبعض الشيعة، ومن ذلك قولهم: «فلان هالك، ساقط الحديث، متروك» قد يطلق على المبتدع الداعية، وربما كان من التورع عن الكذب والعدالة والحفظ بمكان. اهـ

  وقد أشار إلى مثل ما ذكره أبو بكر الخطيب عند ذكر العطاردي فقال: وأما قول الحضرمي في العطاردي: إنَّه كان يكذب - فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان ... إلى آخره، وكذا حكى في مقدمة الفتح عن ابن حبان أنهم يطلقون الكذب في موضع الخطأ - يعني المتقدمين -. اهـ كلامه رحمة الله عليه وهذا أوان الشروع وسنبدأ بترتيب الصحابة كما في لوامع الأنوار، وأما الطبقة الثانية وهم التابعون ومن بعدهم إلى رأس الثلاثمائة فوقع الترتيب على ما في الطبقات والجداول فليعلم.


(١) وللمزيد انظر كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # فقد ساق فيه من البحوث في هذا الموضوع ما فيه شفاء وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.