الهدية للمصدق
  وأما المساكين الذي نحب لهم أن يأخذوا من الصدقة: فهم أهل الحاجة، والفاقة، والاضطرار إلى أخذها.
  والعاملون عليها: فهم الجباة لها، المستوفون لكيلها وأخذها من أيدي أربابها.
  والمؤلفة قلوبهم: فهم أهل الدنيا المائلون إليها، الذين لا يتبعون المحقين إلا عليها، ولا غنى بالمسلمين عنهم، ولا عن تألفهم؛ إما ليتقوى بهم على عدوهم، وإما تخذيلاً وصداً عن معاونة أضدادهم كما فعل رسول الله ÷، ويجب على الإمام أن يتألفهم لذلك وعليه، وينيلهم بعض ما يرغبون فيه.
  وأما الرقاب: فهم المكاتبون الذين يكاتبهم مواليهم على شيء معلوم، فيجب على الإمام أن يعينهم في ذلك بقدر ما يرى على قدر ضعف حيلتهم وقوتها.
  وأما الغارمون: فهم الذين قد لزمتهم الديون من غير سرف، ولا سفه، ولا إنفاق في معصية فيجب على الإمام أن يقضي عنهم ما عليهم من ديونهم، ويعطيهم من بعد ذلك ما يقيمهم، ويحييهم، ويقوتهم، ويكفيهم.
  وأما السبيل: فهو أن يصرف جزء السبيل في التقوية للمجاهدين، والاستعداد بالقوة للظالمين مما يتقوى به من الخيل والسلاح، والآلات عليهم، وذلك ما أمر الله سبحانه به فيهم فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ... الآية}[الأنفال: ٦٠].
  وأما ابن السبيل: فهو مار الطريق المسافر الضعيف. فيعان بما يُقِيْتَه ويكفيه من قليل، أو كثير يدفع إليه الإمام مما له في يده ما يقوم به في كرائه، ونفقته، وما يكون - إن كان عارياً - في كسوته حتى ينتهي، ويصل إلى بلده.
  وفي مجموع زيد # [ص ١٩٣]: عن آبائه، عن علي $، قال: (لا يأخذ الزكاة من له خمسون درهما، ولا يعطاها من له خمسون درهما).
  وفيه [ص ٢٠٠]: عن آبائه، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول، أو يكون عيالاً على الناس»، وقال ÷: «لاتحل الصدقة لغني، ولا لقوي، ولا لذي مرة سوي».
  وفيه [ص ٢٠٠]: عن آبائه $، عن رسول الله ÷ أنه أتاه رجل يسأله الصدقة،