باب في فضله
  دنيا وآخرة فليؤم هذا البيت، أيها الناس عليكم بالحج والعمرة فتابِعُوا بينهما».
  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [العلوم: ١/ ٣٥٠]، [الرأب: ١/ ٦٦٨]: بهذا السند، عن محمد بن منصور إلى آخره، قال: قال رسول الله ÷: «لاتزال أمتي يُكفُّ عنها مالم يظهروا خصالاً» ... إلى قوله: «وتركُ هذا البيت أن يؤم، فإذا ترك أن يؤم لم يناظروا».
  وفيها [العلوم: ١/ ٣٥٢]، [الرأب: ١/ ٦٧١]: بهذا السند عن علي #، قال: (لما كان يوم النفر أصيب رجل من أصحاب النبي ÷، فغسله، وكفنه، وصلى عليه، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «هذا المطهَّر يلقى الله بلا ذنب له يتبعه».
  ونحوه في مجموع زيد [ص ٢٢١]: عن آبائه، عن علي $.
  وفيها [العلوم: ١/ ٣٥١]، [الرأب: ١/ ٦٧٠]: بهذا السند عن علي #، قال: لما كان عشيّة عرفة ورسول الله ÷ واقف أقبل على الناس بوجهه، فقال: «مرحباً بوفد الله - ثلاث مرات - الذين إن سألوا اُعطوا، ويخلف لهم نفقاتهم في الدنيا، ويجعل لهم عند الله مكان كل درهم ألفاً، ألا أبشركم، قالوا: بلى يارسول الله، قال: فإنه إذا كان في هذه العشيّة هبط الله إلى سماء الدنيا، ثم أمر ملائكته فهبطوا إلى الأرض - فلو طرحت إبرة لم تسقط إلا على رأس ملك -، ثم يقول: ياملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً، قد جاءوني من أطراف الأرض، هل تسمعون مايسألون؟ قالوا: يسألونك أي رب المغفرة، قال: فأشهدكم أني قد غفرت لهم ثلاث مرات، فأفيضوا من موقفكم هذا مغفوراً لكم ماقد سلف»، وقال رسول الله ÷: «إن الله أعظم من أن يزول من مكانه(١)، ولكن هبوطه نظره إلى الشيء».
  وفي مجموع زيد بن علي # [ص ٢٢١]: نحو هذا إلا أنه قال: قال زيد بن علي #: إن الله ø أعظم من أن يزول ولكن هبوطه: نظره سبحانه وتعالى إلى الشيء.
(١) لعل الحديث (أعظم من أن يزول من مكان) بدون ضمير ويكون المعنى لاستحالة زواله وزيادة لفظ مكان، لأنه لايعقل زوال إلا من مكان فقولك: سبحان اللَّه أن يزول كقولك: أن يزول من مكان، وهذا على حد معنى تفسير اللَّه الصمد لم يلد، فقالوا: الصمد الذي لاجوف له، ففي الشاهد الحجر صمد أي لاجوف له، وفي الغائب استحالة الجوفية لذاته لكونه ليس بجسم ولا عرض، فيكون الحاصل اللَّه أعظم من أن يكون له مكان، ويثبت له صحة الزوال على الحقيقة بل على جهة المجاز كما فسره المبين ÷، تمت كاتبه غفر اللَّه له، ويؤكد ذلك تفسير زيد بن علي # فتأمل.