باب الوقوف بعرفة
  وهي المزدلفة - صلى بهم المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ولم يسبح فيما بينهما، ثم صلى بهم رسول الله ÷ الفجر، ثم وقف، فلما دفع رسول الله راحلته أردف الفضل، فجعل ينظر إلى النساء، وكان رجلاً حساناً فجعل النبي ÷ يضع يده على وجهه من قبل يمينه ومن قبل شماله إذا التفت حتى إذا أتى على محسر دفع إلى بطن محسر، قال: وجعل رسول الله ÷ يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
  وفيها [العلوم: ١/ ١٨٢]، [الرأب: ١/ ٣٧٣]: حدَّثنا محمد بن منصور، قال: حدَّثنا محمد بن جميل، عن أبي ضمرة، عن جعفر، عن أبيه، أن النبي ÷ صلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين بعرفة لم يسبح بينهما، وصلى المغرب والعشاء بجمع بأذان واحد وإقامتين، لم يسبح بينهما.
  قال محمد بن منصور: لم يسبح بينهما يعني لم يصل الركعتين.
  وفيها [العلوم: ١/ ٣٦٠]، [الرأب: ١/ ٦٨٦]: وحدَّثنا محمد، قال: حدَّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدَّثنا يحيى بن سالم الفرا، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر: فإذا أردت أن تخرج إلى منى يوم التروية فاصنع كما صنعت يوم أحرمت بالعقيق، ثم اغتسل، والبس ثوبيك، ثم صل في المسجد الحرام، وقل في دبر صلاتك مثل الذي قلت في دبر صلاتك بالعقيق، ثم لب حين(١) ينهض بك بعيرك، ويستوي بك قائماً، وإن كنت ماشياً فلب عند الحجر الأسود كما لبيت من العقيق تقول: لبيك بحجة تمامها عليك، وليكن رواحك يوم التروية - وهو الثامن من ذي الحجة - حين تصلي الظهر فإنه أمثل، وإِنْ مَكَثْت إلى صلاة العصر فلا يضرّك، فإذا أتيت منى مَكَثْتَ بها حتى تصلي الفجر، ثم اغد إلى عرفات، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل، واقطع التلبية(٢)، وعليك بالتهليل، والتكبير، والتسبيح والثناء على الله،
(١) حتى (نخ).
(٢) قال الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي (ع) في قوله: واقطع التلبية في يوم عرفة - مالفظه: يحمل هذا - أي قطع التلبية - على التقية وأنه أراد بقطعها إن خاف أذى المخالفين.
والموجب لهذا الحمل تظاهر الروايات عن أهل البيت $ وغيرهم بأن الرسول ÷ استمر على التلبية إلى أن رمى جمرة العقبة، وإنما نهى عن التلبية معاوية معارضة لأمير المؤمنين ~ كما صرّح بذلك ابن عباس ® وغيره.
قال في الجامع الكافي: قال ابن عباس: لعن اللَّه معاوية، كان علي يأمرنا بالتلبية يوم عرفة، فنهى عنها معاوية لذلك وأذهب نوره، وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير، قال: كنت مع ابن عباس بعرفات فقال: مالي لاأسمع الناس يلبون؟ قال: يخافون معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك؛ فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي. =