باب في الإمام الذي تجب طاعته ونصرته
كِتَابُ السيرِ
باب في الإمام الذي تجب طاعته ونصرته
  في مجموع الإمام زيد # [ص ٣٦١]: عن آبائه، عن علي $، قال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية إذا كان الإمام عدلاً براً تقياً).
  قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $ في الأحكام [ج ٢ ص ٤٥٩]: الإمام الذي تجب طاعته هو أن يكون من ولد الحسن، أو الحسين @، ويكون ورعاً تقياً صحيحاً نقياً، وفي أمر الله ø جاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، فَهِماً بما يحتاج إليه، عالماً بملتبس ما يرد عليه، شجاعاً كمياً، بذولاً، سخياً، رؤوفاً بالرعية، رحيماً، متعطفاً، متحنناً، حليماً، مواسياً لهم بنفسه، مشاركاً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، رصين العقل، بعيد الجهل، آخذاً لأموال الله من مواضعها، راداً لها في سبلها، مفرقاً لها في وجوهها التي جعلها الله لها، مقيماً لأحكام الله، وحدوده، آخذاً لها ممن وجبت عليه، ووقعت بحكم الله فيه من قريب، أو بعيد، شريف، أو دني، لا تأخذه في الله لومة لائم، قائماً بحقه، شاهراً لسيفة، داعيا إلى ربّه، مجتهداً في دعوته، رافعاً لرايته، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى هلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعوا إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا تردعه ولا تهوله الأخواف، ولايمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر، فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن والحسين @ فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، ومن قصر عن ذلك، ولم ينصب نفسه، ويشهر سيفه، ويباين الظالمين، ويباينوه، ويبين أمره، ويرفع رايته لتكمل الحجة لربه على جميع خلقه بما يظهر لهم من حسن سيرته، وظاهر ما يبدو لهم من سريرته فيجب بذلك على الأمة المهاجرة إليه، والمصابرة معه، ولديه، فمن فعل ذلك من الأمة من بعد ما أبان لهم صاحبهم نفسه، وقصد ربّه، وشهر سيفه، وكشف بالمباينة للظالمين رأسه فقد أدى إلى الله فرضه، ومن قصر في ذلك كانت الحجة لله عليه قائمة ساطعة منيرة بينة قاطعة؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.