المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب في الإمام الذي تجب طاعته ونصرته

صفحة 599 - الجزء 1

  إمامتهم⁣(⁣١)، وولايتهم، وحرمت عليهم طاعته، ومعاونته، وكان حق الله عليهم مجاهدته حتى يفي إلى أمر الله، أو يعتزل ولاية أمره؛ فإنه لا ولاية لمن لم يحكم بما أنزل الله؛ لقول الله ø {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٤٥}⁣[المائدة] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤٧}⁣[المائدة] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}⁣[المائدة] ولا يحل للمؤمنين الإقرارُ بحكم الكافرين، ولا الظالمين، ولا الفاسقين، ولا الرضا به؛ فيكونوا شركاؤهم في مآثمه فإنه من أقر ورضي بمعصية الله فقد عصى، ومن عصى الله فقد استحق سخطه، ومن سخط الله عليه كانت النار أولى به، نعوذ بالله من سخطه، ونعوذ به من الإقرار بمعصيته، والرضى بفعال الظلمة من عباده، ونستعين بالله على تأدية حقه في مجاهدة من أوجب علينا جهاده، فإنه لاحول، ولا قوة إلا بالله، وقد عظَّم الله ثواب الجهاد في سبيله، وسبيله: إحياء كتاب الله، وسنة نبيه ÷، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ ... إلى قوله تعالى: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ١٣}⁣[الصف]، وقال الله ø: {إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ... الآية}⁣[التوبة: ١١١] وقال: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ... الآية}⁣[آل عمران: ١٩٥] وقال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ... إلى قوله: غَفُورًا رَحِيمًا ٩٦}⁣[النساء: ٩٥ - ٩٦] وقال: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ١٢}⁣[التوبة] فسماهم أئمة الكفر بنكثهم أيمانهم، وأمركم بقتالهم، ثم كرر ذلك عليهم، فقال: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}⁣[التوبة: ١٣] الآيتين، فإلا يكون عدوكم هؤلاء الذين يحضرونكم هم المخصوصين بهذه الآية؛ فإنهم إخوان من مضى قبلكم في نكثهم، وكفرهم، وجراءتهم على الله، وفجورهم، وحجة الله في الماضين كحجته في الباقين، وأمره فيهم واحد له بلا تغيير، ولا تبديل.


(١) فيكونون شركاءه (ظ).