باب في الإمام الذي تجب طاعته ونصرته
  وفي الجامع الكافي أيضاً [ج ٢ ص ٤٩]: قال محمد: سألت أحمد بن عيسى # قلت: قد عرفت أهلك، فصف الرجل منكم الذي إذا دعا وجبت علينا وعلى الأمة إجابته، وبيعته، ومعاونته؟ فقال: الورع، العاقل، الشديد العقدة، العالم بما يجب من الأمور، والأحكام، العالم باختلاف الناس، وإن كان دون هذه الصفة كبعض الأسلاف جاز.
  وقال أحمد أيضاً [ج ٢ ص ٤٩]: فيما حدَّثنا علي بن محمد، عن علي بن الحسين، عن علي بن حاتم، عن محمد بن سندان، عن محمد بن جبلة عنه: والإمام منا أهل البيت الواجب طاعته، وإجابته من أطاع الله ربه، وأشعر تقوى الله قلبه، وشمر في الله ثوبه، وأطال في الله خوفه، واشتدت بأمور المسلمين عنايته، فيتحنن عليهم برأفته، وتعطف عليهم برحمته، ويتفقد أمورهم بنظره، وكلا صغيرهم وكبيرهم بعينه، وأحاطت عليهم شفقته، واتَّبع فيهم آثار نبيه ÷: فخلفه فيهم بعده، وسلك فيهم قصده، وأحيا فيهم سنته، وأظهر فيهم شريعته، وسار فيهم بسيرته، فواساهم بنفسه، وعدل بينهم بقسمه، الموثوق بعقله، ودينه، وفهمه، وعلمه، المأمون عليه عندهم عيبه، المؤدي حق الله فيما استحفضه، فإذا كان كذلك فقد استوجب منهم الطاعة، واستحق منهم الإجابة.
  وقال الحسن بن يحيى # [ج ٢ ص ٤٩]: أجمع آل رسول الله ÷ على أن الداعي منهم إلى أمر الله ينبغي أن يكون عالماً بما يدعو إليه، عاملاً به، فإذا كان كذلك وجب معاونته على أمر الله.
  والشرائطُ التي تُوْجِبُ لهم أن يستحقوا بها مقام الرسول، ويستوجبون بها أن يكونوا متبوعين غير تابعين: العلمُ بالكتاب، والسنة، والجهاد في سبيل الله، والعدل، والزهد، والتقوى، وأداء الأمانات إلى أهلها، فمن كانت فيه هذه الخصال من أهل بيت النبي ÷، فقد وجب على أهل بيته، وعلى المسلمين اتباعه، وتقدمته، وطاعته، ومعاونته على البر، والتقوى، فقد استكمل الشريطة من رسول الله ÷، وكان على الناس أن يقتبسوا من علمه، وأن يهتدوا بهديه، ومن كان فيه التقوى، والزهد، والعلم فعلى العباد أن يهتدوا بهديه، ويقتدوا بأعماله الصالحة، ولا يستوحشوا معه إلى غيره، وقد أجمعت الأمة على أنهم من الأمة الذين ورثوا الكتاب إذا عملوا بالكتاب، ولم يجمعوا هم على أن لغيرهم فيها تأويلاً.