فصل فيما تثبت به الإمامة، ولمن تكون في دعوة جماعة متفرقين في وقت واحد
  حدَّثنا علي بن محمد، عن ابن هارون، عن سعدان، عن محمد، قال: قلت لأحمد بن عيسى #: حدَّثني عبدالله بن موسى أن زيد بن علي، ومحمد بن عبدالله، وحسين بن علي صاحب فخ $: دعوا إلى الرضى، فقال: صدق، دعا الحسين صاحب فخ إلى الرضى، وهو كان الرضى.
  وقال الحسن بن يحيى: أجمع آل رسول الله ÷ على أن الدعوة تكون إلى كتابه، وسنة نبيه، والرضى من آل رسول الله ÷.
  وفيه [ج ٦ ص ٤٧]: قال محمد: قال أحمد بن عيسى #: الدعوة إلى الرضى من آل محمد، في رواية سعدان، عن محمد، عنه، قلت له: من ولد الحسن، والحسين، قال: نعم.
  وفيه [ج ٦ ص ٤٧]: قال الحسن بن يحيى: الإمامة في ولد الحسن، والحسين.
  وفيه قال [ج ٢ ص ٤٧]: يعني محمداً: وليس بين ولد الحسن والحسين عندنا فرق في الإمامة، فمن قام منهم يستحق مقامه بالعلم، والورع، والعقل فهو عندنا موضع لما قام به، وعلى ذلك رأينا آل رسول الله ÷ ممن مضى منهم، وممن أدركنا منهم أحمد بن عيسى، وعبدالله بن موسى، والقاسم بن إبراهيم $، وغيرهم ممن أدركنا من علمائهم، قال: وقد ثبت لنا عن النبي ÷ أنه قال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله، وعترتي أهل بيتي».
  وفيه [ج ٦ ص ١٧٨]: قال الحسن: أجمع علماء آل رسول الله ÷ أن علي بن أبي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله ÷ وأولاهم بمقامه، ثم من بعد أمير المؤمنين الحسن والحسين أولى الناس بمقام أمير المؤمنين، ثم من بعد ذلك علماء آل رسول الله ÷ وأتقياؤهم، وأبرارهم أئمة المسلمين في حلالهم، وحرامهم، وسنن نبيهم، فمن أمر منهم بالمعروف، ونهى عن المنكر وجبت على المسلمين معاونته، ونصرته، وأن القائم منهم بالمعروف، والجهاد أفضل عندهم من القاعد، وكل مصيب قدوة.
  قال الحسن: وقد دل رسول الله ÷ على إمامة علي، والحسن، والحسين بأعيانهم، وأسمائهم، فقال في علي صلى الله عليه: ما تقدم ذكره في باب إمامته، وقال في الحسن، والحسين صلى الله عليهما: «هما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»