مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة الثانية:

صفحة 56 - الجزء 1

المسألة الثانية:

  أَنَّ مَنْ تَوَعَّدَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْعِقَابِ مِنَ الْكُفَّارِ، فَإِنَّهُ مَتَى مَاتَ مُصِرًّا عَلَى كُفْرِهِ، صَائِرٌ إِلَى النَّارِ لَا مَحَالَة، مُخَلَّدًا فِيهَا خُلُودًا دَائِمًا لَا يَنْقَطِعُ.

  والدَّلِيلُ عَلَى صِحَةِ مَا نَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَيْنِ أَنَّ الْمَعْلُومَ ضَرُورَةً مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ ÷ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو الْخَلْقَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ، وَيَعِدُهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، وَيَتَوَعَّدُ مَنْ خَالَفَهُ وَجَحَدَ بِمَا جَاءَ بِهِ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ.

  وَهُوَ ÷ لَا يُنْذِّرُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يُخْبِرُ إِلَّا بِالصِّدْقِ، فَصَحَّ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ فِي هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَيْنِ⁣(⁣١).


(١) وفي أمالي الإمام أبي طالب # عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله ÷ لعلي: «يا علي؛ ما من دارٍ فيها فرحة إلا تبعتها ترحة، وما من هم إلا وله فرج إلا همّ أهل النار، وما من نعيم إلا وله زوال إلا نعيم أهل الجنة، فإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها سريعًا، وعليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع الشر». [أمالي أبي طالب ص ٥٩٩].

وقال أمير المؤمنين علي #: (فاحذروا نارًا قعرها بعيدٌ، وحرها شديدٌ، وعذابها جديدٌ، دارٌ ليس لله فيها رحمة، ولا تسمع فيها دعوة، ولا تفرج فيها كربة). [نهج البلاغة ص ٢٨/ ٣].