مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسن والحسين @ فيمن قام ودعا من أولادهما في طاعة الله تعالى، وكان من أولاد الحسن والحسين @

صفحة 69 - الجزء 1

المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسن والحسين @ فيمن قام ودعا من أولادهما في طاعة الله تعالى، وكان من أولاد الحسن والحسين @

  وَهُوَ جَامِعٌ لِخِصَالِ الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ: الْعِلْمُ بِمَا تحتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةِ فِي أُمُورِ دِينِهَا وَدُنْيَاهَا، وَالْوَرَعُ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، وَالْفَضْلُ فِي الدِّينِ بِحَيْثُ يَكُونُ أَفْضَلَ زَمَانِهِ أَوْ مِنْ جُمْلَةِ أَفَاضِلِهِمْ، وَالسَّخَاءُ بِوَضْعِ الْحُقُوقِ فِي مَوَاضِعِهَا الَّتِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِهَا، وَالشَّجَاعَةُ بِحَيْثُ يَكُونُ مَعَهُ مِنْ قُوَّةِِ الْقَلْبِ مَا يَصْلُحُ مَعَهُ لِجِهَادِ أَعْدَاءِ اللهِ تَعَالَى، والقُوَّةُ عَلَى تَدْبِيرِ أَمْرِ الأُمَّةِ بِحَيْثُ يَكُونُ سَلِيمًا فِي بَدَنِهِ مِنَ الآفَاتِ الْمَانِعَةِ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِ اللهِ كَالْعَمَى وَغَيْرِهِ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ مِنْ جَوْدَةِ الرَّأْيِ وحُسْنِ التَّدْبِيرِ مَا يَصْلُحُ أَنْ يُفْزَعَ إِلَيْهِ فِي الْمَشُورَةِ وَالرَّأْيِ السَّدِيدِ.

  وَلَا خِلافَ بَيْنَ الأُمًّةِ أَنَّ الإِمَامَ يَجِبُ أَنْ يَجْمَعَ هَذِهِ الْخِصَالَ


= سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما » وقال: «اللهم أحب من أحبهما» وقال لهما ولأبيهما: «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم». [مجموع كتب الإمام القاسم ص ١٨٨].

وقال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #: ثم يجب عليه أن يعلم أن الحسن والحسين ابنا رسول الله ÷ وحبيباه، وأنهما إماما عدل، واجبة طاعتهما، مفترضة ولايتهما ... إلى قوله: وفيهما ما يقول رسول الله ÷: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم، إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما» إلخ. [مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي ص ٥٦].