المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسن والحسين @ فيمن قام ودعا من أولادهما في طاعة الله تعالى، وكان من أولاد الحسن والحسين @
= فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله» [رواه الإمام الهادي في الأحكام ص ٣٧٧].
قال أمير المؤمنين علي # من كلام له: (إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم ... إلخ). [انظر نهج البلاغة ص ٢٧٠/ ٣].
وقال الإمام زيد بن علي @ من كلام له: فهما [أي: الحسن والحسين] أولى بالناس من ولد علي وغيرهم. فإن قالوا: أيهما أحق؟ فقولوا: الحسن أولاهما بالأمر ... إلى قوله: فإن قالوا: فمن أولى الناس بعد الحسن؟ فقولوا: الحسين. فإن قالوا: فمن أولى الناس بعد الحسين؟ فقولوا: آل محمد أولادهما أفضلهم أعلمهم بالدين، الداعي إلى كتاب الله ... إلى قوله: فأهل هذا البيت البقية بعد الرسول ÷ والدعاة إلى الله؛ لأنه قد جعلهم مع نبيه ÷ في السبق والتطهير والعلم، وأنهم الدعاة إلى الله بعد رسوله ... إلخ. [مجموع وكتب ورسائل الإمام زيد ص ٢١١].
وقال الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي # من كلام له: ولا يكون حجة إلا داعيًا إلى الله مجتهدًا زاهدًا فيما في أيديكم، عالمًا بحلال الله وحرامه، أقوم خلق الله، وأبصره بدينه، وأرأفه بالرعية، وأقومه لدين الله، أمين الله في أرضه، صادق اللسان، سخي النفس، راغبًا فيما عند الله، زاهدًا في الدنيا، مشتاقًا إلى لقاء الله. [مجموع كتب الإمام القاسم ص ٥٥٨/ ١].
وقال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # من كلام له: وكذلك الأئمة الهادون الداعون إلى الله المرشدون ... إلى قوله: فأما الاستحقاق فهو: ولادة الرسول ÷، والعلم، والورع، والزهد، والدعاء إلى الله، وتجريد السيوف، وخوض الحتوف، وفض الصفوف، ومجاهدةُ الألوف، ورفع الرايات، ومباينة الظالمين، وإقامة الحدود على من استوجبها، وأخذ أموال الله من مواضعها، وردها في سبلها التي جعلها الله لها فيها، مع الرحمة والرأفة بالمؤمنين، والشدة والغلظة على الفاسقين والشجاعة عند جبن الناس، والمجاهدة للكافرين والمنافقين، فهذا باب استحقاق الإمامة. [مجموع كتب الإمام الهادي ص ٥٠٥].