مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

خاتمة

صفحة 72 - الجزء 1

خاتمة

  وَبَعْدُ فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مُخْتَصَرَةٌ يَلْزَمُ كُلَّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْرِفَهَا وَيَتَدَبَّرَهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَلِّدَ فِيهَا؛ لأَنَّ التَّقْلِيدَ فِي أُصُولِ الدِّينِ قَبِيحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ، وَقَدْ قَالَ ÷: «مَنْ أَخَذَ دِينَهُ عَنِ التَّفَكُرِ فِي ألآءِ اللهِ وَعَنِ التَّدَبُّرِ لِكِتَابِ اللهِ، وَالتَّفَهُّمِ لِسُنَّتِي، زَالَتْ الرَّوَاسِي وَلَمْ يَزُلْ. وَمَنْ أَخَذَ دِينَهُ عَنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ وَقَلَّدَهُمْ فِيهِ ذَهَبَتْ بِهِ الرِّجَالُ مِنْ يَمِينٍ إِلَى شِمَالٍ، وَكَانَ مِنْ دِينِ اللهِ عَلَى أَعْظَمِ زَوَالٍ»، وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ ÷؛ لأَنَّ الْمُقَلِّدَ إِذَا قَلَّدَ لَا يَأْمَنْ خَطَأ مَنْ قَلَّدَهُ إذَا قَلَّدَهُ فِي دِينِهِ، لَمْ يُذْهَبْ بِهِ مِنْ طَرِيقِ النَّجَاةِ الَّتِي هِيَ مَنْزِلَةُ أَصْحَابِ اليَمِينِ إِلَى طَرِيقِ الْهَلاكِ الَّتِي هِيَ مَنْزِلَةُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ؛ فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي صِحَّةِ دِينِهِ، لأَنَّ النَّبِيَّ ÷ يَقُولُ: «مَنْ صَدَّقَ فِي الدِّينِ نَظَرُهُ جَلَّ يَومَ القِيَامَةِ خَطَرُهُ».

  فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ، وآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

  [وصلى الله على محمد وآله وسلم]⁣(⁣١)


(١) ونختم أقوال العترة الطاهرة بهذه الفائدة الجليلة، وهي عبارة عن فنقلة أوردها السيد حميدان # مع جواب الإمام عبدالله بن حمزة # عليها وهي: فإن قيل: الأمر باتباع أئمة العترة $ يكون أمرًا بالتقليد؟! =