كتاب الحج
  وعن عثمان أنه رأى رجلاً بذي الحليفة يريد أن يحرم وقد دهن رأسه، فأمر به فغسل رأسه بالطين(١).
  فإن قيل: روي عن عائشة أنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص(٢) الطيب في مَفْرِق رسول الله ÷ وهو محرم(٣).
  قيل له: يحتمل ذلك أن تكون رأته بعدما رمى النبي ÷ جمرة العقبة، فأرادت بقولها: «وهو محرم» أن حكم الإحرام كان باقياً عليه، فقد روي ما يوضح هذا التأويل عن ابن عباس ¥ أنه قال: «إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء»، فقال له رجل: والطيب، فقال: أما أنا فقد رأيت رسول الله ÷ يضمخ رأسه بالمسك، أفطيب هو(٤)؟
  ويحتمل أيضاً أن تكون أجزاء بقيت من الطيب في رأسه بعدما غسل وذهبت رائحته.
  ويحتمل أيضاً أن تكون تلك الأجزاء بقيت وهو لا يعلم ذلك، كما(٥) روي أنه ÷ اغتسل فبقيت لمعة من جسده، ولا شك أنها بقيت وهو لا يعلم ذلك.
  فإن قيل: روي عن عائشة أنها قالت: طيبت رسول الله ÷ بالغالية(٦)، وروي: طيبته لإحرامه(٧).
(١) رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ١٢٦).
(٢) الوبيص: البريق واللمعان.
(٣) أخرجه البخاري (١/ ٦٢) ومسلم (٢/ ٨٤٧).
(٤) أخرجه ابن ماجه وأحمد في المسند (٤/ ٥).
(٥) في (ب): وذلك كما.
(٦) نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن. (نهاية).
(*) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ١٣٠) والدارقطني في السنن (٣/ ٢٤٦) والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٥٣) بلفظ: كنت أطيب ... إلخ.
(٧) أخرجه البخاري (٢/ ١٣٦) ومسلم (٢/ ٨٤٦).