شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 308 - الجزء 1

  عائشة، فقالت: كان المسح قبل المائدة، وقل لعمر: والله لأن تقطع قدماي بعقبيهما أحب إلي من أمسح عليهما. قال عمر: لا نأخذ بقول امرأة، ثم قال: أنشد الله امرأً شهد المسح من رسول الله لما قام، فقام ثمانية عشر رجلاً كلهم رأى رسول الله ÷ يمسح وعليه جبة شامية ضيقة اليدين، فأخرج يديه من تحتها ثم مسح على خفيه، فقال عمر: ما ترى يا أبا الحسن؟ فقال: سلهم قبل المائدة أو بعدها؟ فسألهم، فقالوا: ما ندري، فقال علي #: أنشد الله أمرأً مسلماً علم أن المسح كان قبل المائدة لما قام، فقام اثنان وعشرون رجلاً. فتفرق القوم وهؤلاء يقولون⁣(⁣١): لا نترك ما رأينا، وهؤلاء يقولون: لا نترك ما رأينا).

  وأخبرنا أبو العباس الحسني | قال: أخبرنا علي بن الحسن بن شيبة المروزي، قال: حدثنا الفضل بن العباس بن موسى أبو نعيم، قال: حدثنا عمر⁣(⁣٢) بن حصين، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «مسح رسول الله ÷ على الخفين، فسل الذين يزعمون ذلك أقبل المائدة أم بعدها؟ ما مسح رسول الله ÷ بعد المائدة؛ ولأن أمسح على ظهر عير بالفلاة أحب إلي من أن أمسح على الخفين.

  وروى أبو بكر بن أبي شيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، @ قال: قال علي #: «سبق الكتاب الخفين⁣(⁣٣)».

  وروى ابن أبي شيبة، عن علي بن مُسْهِر، عن عثمان بن حكيم، عن عكرمة،


(١) في (أ، ج): وهؤلاء فئام يقولون.

(٢) الصواب: عمرو بن الحصين كما في شرح الأحكام لعلي بن بلال عند روايته لهذا الحديث سنداً ومتناً. (من الكاشف المفيد).

(٣) قال السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير قدس الله روحه في حاشيته على مجموع الإمام زيد بن علي # في قول أمير المؤمنين #: (سبق الكتاب الخفين) بمعنى غلب، قال الله تعالى: {يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٤}⁣[العنكبوت]، أي: يغلبونا. (من هامش أ).

(*) مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٦٩).