باب الأشربة
  اختلفوا(١) بعد ذلك، فذهب قوم أن الخمر ما كان من العنب والنخل، واستدلوا بما روي عن النبي ÷: «إن الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة»(٢)، وروي: الكرمة(٣).
  وذهب قوم من أصحاب الشافعي إلى ما ذهبنا إليه من أن الخمر كل ما أسكر مما ذكرناه.
  والأصل فيه: ما رواه محمد بن منصور بإسناده عن أبي سلمة، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «كل مسكر خمر»(٤)، ورواه أيضاً الطحاوي(٥).
  وروى أيضاً بإسناده عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن من العنب خمراً، ومن التمر خمراً، ومن العسل خمراً، ومن الحنطة والشعير خمراً، وإني أنهاكم عن كل مسكر»(٦).
  وروى بإسناده عن الشعبي عن ابن عمر قال: سمعت عمر على منبر رسول الله ÷ يقول: أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر وهي يومئذ من خمسة: من التمر، والعنب، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر كل ما خامر العقل(٧).
  وعندنا أنه إذا روى الصحابي فعلاً أو قولاً بمشهد من سائر الصحابة فلم ينكر ذلك عليه منكر، ولم يظهر الخلاف فيه مخالف - صار ذلك أصلاً يصح
(١) في (ب، د): فأجمعوا أن عصير العنب قبل أن يطبخ إذا اشتد واختلفوا بعد ذلك. وفي (هـ): وأجمعوا أن الخمر عصير العنب قبل أن يطبخ إذا اشتد واختلفوا بعد ذلك.
(٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٧٣) وأبو داود (٢/ ٥٣٢).
(٣) أخرجه مسلم (٣/ ٥٧٣).
(٤) أمالي أحمد بن عيسى (٤/ ٢٥٨).
(٥) شرح معاني الآثار (٤/ ٢١٥).
(٦) أمالي أحمد بن عيسى (٤/ ٢٥٨).
(٧) لم أجده في أمالي أحمد بن عيسى، وأخرجه البخاري (٦/ ٥٤) ومسلم (٤/ ٢٣٢٢).