شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما يوصي به الإمام سراياه

صفحة 506 - الجزء 6

باب القول فيما يوصي به الإمام سراياه

  إذا وجههم لمحاربة العدو وجب عليه أن يوصيهم بتقوى الله وإيثار طاعته [ويحسن السياسة والرفق والتثبت في الأمور التي ينبغي أن يتثبت فيها]⁣(⁣١).

  لأن ذلك ملاك الأمر، وبه تتم العبادات، قال الله ø: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ اَ۬لزَّادِ اِ۬لتَّقْوَيٰۖ}⁣[البقرة: ١٩٦]. فأما الرفق وحسن السياسة والتثبت فلا بد منه، خاصة لمن يقود العسكر ويلقى العدو.

  قال: ثم يقول: بسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله ÷، إلى آخر الفصل.

  سرد ألفاظاً رواها زيد بن علي عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: كان رسول الله ÷ إذا بعث جيشاً من المسلمين بعث عليهم أميراً ثم قال: «انطلقوا بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، أنتم جند الله، تقاتلون من كفر بالله، ادعوا إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والإقرار بما جاء به محمد من عند الله⁣(⁣٢)، فإن آمنوا فإخوانكم [في الدين]، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وإن⁣(⁣٣) هم أبوا فناصبوهم حرباً، واستعينوا بالله عليهم، فإن أظهركم الله عليهم فلا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم، ولا تعوروا⁣(⁣٤) عيناً، ولا تقطعوا شجراً إلا شجراً يضركم، ولا


(١) الأحكام (٢/ ٣٩١).

(*) ما بين المعقوفين من التحرير (٦١١) وفيه: وبحسن السيرة. لكن الذي في شرح التحرير: وبحسن السياسة.

(٢) في (أ، ب، ج، د): محمد بن عبدالله.

(٣) في المخطوطات: فإن.

(٤) في (هـ): تغوروا. قال في الروض النضير (٤/ ٦١٤): وقع في بعض نسخ الأصل [أي: مجموع الإمام زيد بن علي @] ضبط الغين في «لا تغوروا» بالمعجمة والمهملة. قال بعض أصحابنا: وسماعنا في أصول الأحكام بالمهملة، وهو الذي في النهاية والضياء والصحاح، ومعناه: لا تدفنوها ولا تكبسوها.