باب القول في أكثر الحيض وأقله
  الصلاة، ثم لتنظر(١) ما بعد ذلك فلتغتسل عند كل صلاة وتصلي»(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا نُعَيم بن حماد، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبدالرحمن بن قاسم بن محمد [عن القاسم بن محمد](٣)، عن زينب بنت جحش، قالت: سألت رسول الله ÷ أنها مستحاضة، فقال: «تجلس أيام أقرائها ثم تغتسل، وتؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصلي، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل وتصلي، وتغتسل للفجر وتصلي»(٤).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا الوهبي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «استحيضت سهلة بنت سهيل بن عمرو، فكان رسول الله ÷ يأمرها بالغسل عند كل صلاة، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر في غسل واحد، والمغرب والعشاء في غسل واحد، وتغتسل للصبح».
  واحتجوا بأن ذلك مروي عن علي # وابن عباس وابن الزبير أنهم كانوا يرون ذلك ويوجبونه عليها.
  والذي يدل على صحة ما نذهب إليه في هذا: ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن يونس السوسي، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
(١) في (ب): لتنتظر.
(٢) أخرجه النسائي (١/ ١٢٠)، وأحمد في المسند (٤١/ ٤٣٩).
(٣) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار. قال في الكاشف المفيد: قد سقط في رواية المؤيد بالله «القاسم بن محمد بن أبي بكر والد عبدالرحمن» وهو متصل في شرح معاني الآثار للطحاوي. وسيأتي للمؤيد بالله قريباً: وحديث القاسم بن محمد عن زينب بنت جحش ... إلخ.
(٤) شرح معاني الآثار (١/ ١٠٠).