باب القول في صفة الصلاة وكيفيتها
  ونص القاسم # في مسائل النيروسي على الافتتاح الثاني، وعليه نص يحيى # في المنتخب(١).
  فأما الاستقبال والتكبير فهما فرضان، وقد مضى الكلام فيهما، وقولنا: «يستحب» ينصرف إلى التعوذ والافتتاحين(٢).
  والوجه في تقديم التعوذ: أن الله تعالى يقول: {فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٩٨}[النحل]، ومعناه إن أردت قراءة القرآن، كقوله: {إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ}[المائدة: ٦]، والمراد به أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا.
  فلما اقتضت الآية تقديم الاستعاذة، واختار يحيى # الافتتاح بما هو من القرآن للوجه الذي نذكره من بعد، اختار تقديم الاستعاذة.
  واختار أن يقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ... إلى قوله: من المسلمين - لما ورد فيه من الأثر: أخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه(٣)، عن الأعرج، عن عبيدالله(٤) بن أبي رافع، عن علي #، أن رسول الله ÷ كان إذا افتتح الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض» إلى قوله: «وأنا من المسلمين»(٥).
  وأخبرنا محمد بن عثمان النقاش، قال: حدثنا الناصر #، عن محمد بن
(١) المنتخب (٨١).
(٢) في (ب): والاستفتاحين.
(٣) يعقوب بن سلمة الماجشون. (كاشف).
(٤) في (أ، ب، ج): عبدالله. وهو غلط.
(٥) شرح معاني الآثار (١/ ١٩٩)، وفيه: وأنا أول المسلمين.