شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في صفة الصلاة وكيفيتها

صفحة 503 - الجزء 1

  ونص القاسم # في مسائل النيروسي على الافتتاح الثاني، وعليه نص يحيى # في المنتخب⁣(⁣١).

  فأما الاستقبال والتكبير فهما فرضان، وقد مضى الكلام فيهما، وقولنا: «يستحب» ينصرف إلى التعوذ والافتتاحين⁣(⁣٢).

  والوجه في تقديم التعوذ: أن الله تعالى يقول: {فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٩٨}⁣[النحل]، ومعناه إن أردت قراءة القرآن، كقوله: {إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ}⁣[المائدة: ٦]، والمراد به أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا.

  فلما اقتضت الآية تقديم الاستعاذة، واختار يحيى # الافتتاح بما هو من القرآن للوجه الذي نذكره من بعد، اختار تقديم الاستعاذة.

  واختار أن يقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ... إلى قوله: من المسلمين - لما ورد فيه من الأثر: أخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه⁣(⁣٣)، عن الأعرج، عن عبيدالله⁣(⁣٤) بن أبي رافع، عن علي #، أن رسول الله ÷ كان إذا افتتح الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض» إلى قوله: «وأنا من المسلمين»⁣(⁣٥).

  وأخبرنا محمد بن عثمان النقاش، قال: حدثنا الناصر #، عن محمد بن


(١) المنتخب (٨١).

(٢) في (ب): والاستفتاحين.

(٣) يعقوب بن سلمة الماجشون. (كاشف).

(٤) في (أ، ب، ج): عبدالله. وهو غلط.

(٥) شرح معاني الآثار (١/ ١٩٩)، وفيه: وأنا أول المسلمين.