كتاب الصلاة
  (آية من كتاب الله تركها الناس: بسم الله الرحمن الرحيم)(١).
  وروى محمد بن منصور بإسناده عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: كم الحمد لله آية؟ قال: سبع آيات. قالت: فأين السابعة؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا أبو بكرة، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، عن أبيه، عن [سعيد] بن جبير، عن ابن عباس {وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي} قال: فاتحة الكتاب، ثم قرأ ابن عباس |: {بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١} وقال: هي الآية السابعة(٣).
  وروي الجهر عنه وعن ابن الزبير وعامة الصحابة.
  وروى محمد بن منصور، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن أبي نعيم، عن خالد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي ÷ قال: «أمني جبريل # عند البيت فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»(٤).
  ومما يدل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب ومن كل سورة: أن المسلمين قد أجمعوا على إثباتها في كل سورة، وأجمعوا على أنها من كتاب الله في (طس)، فإذا ثبت أنها آية من القرآن وأجمع المسلمون على إثباتها عند(٥) فاتحة كل سورة - دل ذلك على أنها فاتحة كل سورة؛ لأنها لو جاز أن تكون(٦) آية ما أجمع المسلمون على إثباتها في المصاحف
(١) أمالي أحمد بن عيسى (١/ ١١٨).
(٢) أمالي أحمد بن عيسى (١/ ١١٩، ١٢٠).
(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٢٠٠).
(٤) أمالي أحمد بن عيسى (١/ ١٢١).
(٥) في (أ، ج): عند كل فاتحة كل سورة.
(٦) في العبارة شيء، فإما أن يكون في الكلام شيء ساقط، وإما أن يكون المعنى: لو جاز أن تكون آية لا غير كما يقوله متأخرو الحنفية، وقوله: «ما أجمع ... إلخ» اسم تكون على أن (ما) موصولة، وقوله: «لجاز أن يكون ... إلخ» جواب لو. (من هامش أ).