كتاب الصلاة
  أخبرنا ابن وهب، أن مالكاً حدثه، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة: أن رسول الله ÷ انصرف من صلاة جهر فيها بالقرآن فقال: «هل قرأ منكم معي أحد آنفاً»؟ فقال رجل: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله ÷: «إني أقول: ما لي أنازع القرآن»؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله ÷ فيما جهر فيه [رسول الله ÷ بالقراءة من الصلوات(١)] حين سمعوا ذلك عنه(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثنا الفريابي، عن الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة [عن رسول الله ÷](٣) نحوه، غير أنه قال: فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرأون(٤). وهذا تصريح بما نذهب إليه.
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا الحسين بن عبدالأول، قال: حدثنا أبو خالد سليمان بن حيان، قال: حدثنا ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قالك قال رسول الله ÷: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا قرأ فأنصتوا»(٥).
  ولا خلاف بيننا وبين الشافعي في الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة أن المؤتم لا يقرأ فيها ما عدا فاتحة الكتاب، فيجب ألا يقرأ فاتحة الكتاب قياساً عليه، والمعنى أنه مؤتم يسمع قراءة الإمام.
  فإن قيل: روي عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله ÷ صلاة
(١) ما بين المعقوفين من (د) وشرح معاني الآثار.
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٢١٧).
(٣) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار.
(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٢١٧).
(٥) شرح معاني الآثار (١/ ٢١٧).