شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 584 - الجزء 1

  وقوله: «لا يؤم متيمم بمتوضئين».

  فإن استدلوا: بما روي عن أبي بكرة أن رسول الله ÷ دخل في صلاة الفجر وكبر ثم أومأ بيده أي⁣(⁣١): مكانكم، ثم جاء ورأسه يقطر وصلى بهم، فلما فرغ قال: «إنما أنا بشر مثلكم، وإني كنت جنباً»⁣(⁣٢).

  وبما روي عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة وصف الناس صفوفهم، وخرج رسول الله ÷ حتى إذا قام في مقامه ذكر⁣(⁣٣) أنه لم يغتسل، فقال للناس: «مكانكم» فلم نزل قياماً ننتظره حتى خرج علينا وقد اغتسل⁣(⁣٤).

  وفي بعض الأحاديث أنه ÷ قال: «كما أنتم»⁣(⁣٥).

  وفي بعضها: «على رسلكم».

  وقالوا: ما روي في⁣(⁣٦) أنه كبر يدل على أنهم أيضاً كانوا كبروا معه؛ لأن ذلك هو الظاهر من أحوال المؤتمين، وقوله: «كما أنتم» وقيامهم يدل على أنهم كانوا في الصلاة؛ لأنا لو قلنا خلاف ذلك لأدى إلى أن يكون قيامهم قد تقدم قيام النبي ÷، وقد قال: «لا تقوموا حتى تروني قائماً» يعني: في الصلاة، وقال: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني»⁣(⁣٧) فنهى عن القيام قبل قيامه ÷.

  قيل له: ليس في الخبر أن القوم كانوا قد كبروا، وليس فيه أن النبي ÷ لما عاود لم يستأنفوا معه التكبير، فغير ممتنع ألا يكون القوم كبروا، أو استأنفوا


(١) في (د): أن.

(٢) أخرجه أبو داود (١/ ١٠٠) وأحمد في المسند (٣٤/ ٦٣).

(٣) في (أ، ب، ج): فذكر.

(٤) أخرجه مسلم (١/ ٤٢٣) وفيه: حتى إذا قام في مصلاه قبل أن يكبر ذكر فانصرف ... إلخ.

(٥) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥٦).

(٦) «في» ساقطة من (د).

(٧) أخرجه البخاري (١/ ١٢٩) ومسلم (١/ ٤٢٢).