كتاب الصلاة
  وقوله: «لا يؤم متيمم بمتوضئين».
  فإن استدلوا: بما روي عن أبي بكرة أن رسول الله ÷ دخل في صلاة الفجر وكبر ثم أومأ بيده أي(١): مكانكم، ثم جاء ورأسه يقطر وصلى بهم، فلما فرغ قال: «إنما أنا بشر مثلكم، وإني كنت جنباً»(٢).
  وبما روي عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة وصف الناس صفوفهم، وخرج رسول الله ÷ حتى إذا قام في مقامه ذكر(٣) أنه لم يغتسل، فقال للناس: «مكانكم» فلم نزل قياماً ننتظره حتى خرج علينا وقد اغتسل(٤).
  وفي بعض الأحاديث أنه ÷ قال: «كما أنتم»(٥).
  وفي بعضها: «على رسلكم».
  وقالوا: ما روي في(٦) أنه كبر يدل على أنهم أيضاً كانوا كبروا معه؛ لأن ذلك هو الظاهر من أحوال المؤتمين، وقوله: «كما أنتم» وقيامهم يدل على أنهم كانوا في الصلاة؛ لأنا لو قلنا خلاف ذلك لأدى إلى أن يكون قيامهم قد تقدم قيام النبي ÷، وقد قال: «لا تقوموا حتى تروني قائماً» يعني: في الصلاة، وقال: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني»(٧) فنهى عن القيام قبل قيامه ÷.
  قيل له: ليس في الخبر أن القوم كانوا قد كبروا، وليس فيه أن النبي ÷ لما عاود لم يستأنفوا معه التكبير، فغير ممتنع ألا يكون القوم كبروا، أو استأنفوا
(١) في (د): أن.
(٢) أخرجه أبو داود (١/ ١٠٠) وأحمد في المسند (٣٤/ ٦٣).
(٣) في (أ، ب، ج): فذكر.
(٤) أخرجه مسلم (١/ ٤٢٣) وفيه: حتى إذا قام في مصلاه قبل أن يكبر ذكر فانصرف ... إلخ.
(٥) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥٦).
(٦) «في» ساقطة من (د).
(٧) أخرجه البخاري (١/ ١٢٩) ومسلم (١/ ٤٢٢).