شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في صلاة الكسوف والاستسقاء

صفحة 684 - الجزء 1

باب القول في صلاة الكسوف والاستسقاء

  صلاة الكسوف عشر ركعات في أربع سجدات، يقوم الإمام ويصطف المسلمون وراءه، فيكبر ثم يقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر، ثم يركع، ثم يرفع رأسه، ثم يقرأ، ثم يركع، ثم يرفع رأسه، ثم يقرأ، حتى يفعل ذلك خمس مرات، ثم إذا رفع رأسه من الركوع الخامس كبر وسجد سجدتين، ثم يقوم ويفعل كما فعل أولاً، ثم يتشهد ويسلم.

  ويستحب أن يثبت مكانه ويكثر من الاستغفار والتهليل ويدعو بما حضره لنفسه وللمسلمين، ويجهر بالقراءة، وإن شاء خافت بها.

  وذلك كله منصوص عليه في الأحكام والمنتخب⁣(⁣١).

  ووجه عدد الركعات ما ذكره أبو داود في السنن، قال: حدثت عن عمر بن سفيان، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله ÷ فصلى بالناس، فقرأ في الركعة الأولى سورة من الطوال، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطوال وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها⁣(⁣٢).

  وقد ثبت ذلك عن أمير المؤمنين #؛ لما رواه زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # أنه كان إذا صلى بالناس صلاة الكسوف بدأ فكبر ثم قرأ الحمد وسورة من القرآن، يجهر بالقراءة ليلاً كان أو نهاراً، ثم يركع نحواً مما قرأ، ثم يرفع رأسه فيفعل في الثانية كما فعل في الأولى، يكبر كلما رفع رأسه من الركوع الأربع، ويقول في الخامس: سمع الله لمن حمده، فإذا قام لم يقرأ، ثم يكبر فيسجد سجدتين، ثم يرفع رأسه فيفعل في الثانية كما فعل في الأولى، يكبر كلما


(١) الأحكام (١/ ١٣٨، ١٣٩)، والمنتخب (١٢٢، ١٢٣).

(٢) سنن أبي داود (١/ ٣٥٣، ٣٥٤).