كتاب الزكاة
  علمناه من كونه مستحقاً بالنسب كان ما علماه(١)، ولم يذكر ÷ أنه مستحق بالفقر، فبان أن الغني فيه كالفقير على ما اقتضاه ظاهر قوله تعالى: {وَلِذِے اِ۬لْقُرْبَيٰ} من غير تخصيص غني من فقير.
  ويدل على ذلك: ما أخبرنا به أبو الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا الناصر #، عن محمد بن منصور، عن محمد بن عمر بن وليد الكندي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن بشير بن عاصم، عن عثمان بن أبي اليقظان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سألت علياً # فقلت: يا أمير المؤمنين، أخبرنا كيف كان صنع أبي بكر وعمر في الخمس؟ فقال: (أما أبو بكر فلم يكن في ولايته أخماس، وأما عمر فلم يزل يدفعه إلي في كل مخموس(٢)، حتى كان خمس سوس(٣) وجُنْدَيْسابُور(٤) فقال وأنا عنده: هذا نصيبكم أهل البيت من الخمس، وقد أخل ببعض المسلمين واشتدت حاجتهم إليه، أفتطيب أنفسكم عنه؟ قال: فقلت: نعم، قال: فوثب العباس وقال: لا أنعمن بالذي لنا. قال: فقلت: ألسنا أحق من رفق بالمؤمنين وشفع أمير المؤمنين؟ قال: فقبضه الله وما قضاناه، ولا قدرت عليه في ولاية عثمان)، ثم أنشأ علي # يحدث فقال: (إن الله حرم الصدقة على رسول الله ÷ فعوضه الله سهماً من الخمس، عوضاً عما حرم عليه، وحرمها على أهل بيته خاصة، فضرب لهم مع رسول الله ÷ سهماً عوضاً مما حرم عليهم).
  وأخبرنا أبو الحسين بن إسماعيل، عن الناصر #، قال: حدثنا محمد بن
(١) في (أ، ب) ونسخة في (ج): علمناه.
(٢) في (د): خمس.
(٣) السُّوس بضم أوله وسكون ثانيه وسين مهملة أخرى، بلفظ السوس الذي يقع في الصوف: بلدة بخوزستان. (معجم البلدان ٣/ ٢٨٠).
(٤) بضم أوله، وتسكين ثانيه، وفتح الدال، وياء ساكنة، وسين مهملة، وألف وياء موحدة مضمومة، وواو ساكنة: وراء مدينة خوزستان. (معجم البلدان ٢/ ١٧٠).