شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

المؤلف

صفحة 23 - الجزء 1

  بإسقاط الاسمين، كان من عباد الله الصالحين، ومن أهل التحقيق في الفقه.

  و (شرح الأزهار) من أحسن الكتب وأعظمها نفعاً مع أنه قد شرح الأزهار جُلّةٌ من العلماء الكبار ونهجوا فيها مناهج لم يكن في (شرح ابن مفتاح) منها شيء؛ لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً، وكأنه وافق مراد الإمام #.

  توفي في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وقبره شرقي قبور السادة آل الوزير، بينهما الآن الطريق مسلوكة فإذا كان الخارج من صنعاء فهو على اليسار، وكان عليه مشهد تهدم، ولديه قبور وهو أطول قبر، أخبرني به بعض مشائخي وزرته ولله الحمد رحمة الله عليه. [انتهى من الطبقات بتصرف].

  قال السيد العلامة الحجة محمد بن عبدالله عوض في بعض كتاباته ما لفظه: ابن مفتاح هو مؤلف شرح الأزهار، وشرح الأزهار هو عمدة فقه الزيدية في اليمن، وعليه اعتماد الزيدية، وقد نال هذا المؤلف شهرة وصار له رواج عند جميع الزيدية حتى كادت أن تنسى ما سواه من كتب الفقه الزيدية على كثرتها وسعتها.

  وقد قُبِر ابن مفتاح في مقبرة كبيرة جنوب باب اليمن بصنعاء، وقبره معروف مشهور مزور.

  وقد جُرِفَت القبور التي حوله في تلك المقبرة لتسوية شارع خولان وزفلتته، إلا أن عناية الله تعالى حالت دون جرف قبر ابن مفتاح؛ فلم تستطع آلات الجرف الحديثة جرفه ولا هدمه، وعجب الناس لذلك وانبهر عمال الشركة لذلك القبر وكانوا أجانب، واشتهرت هذه الحادثة الكريمة في صنعاء، ولم تزل هذه الحادثة مشهورة في صنعاء إلى اليوم، وقد سألت - أنا - صاحبَ محلٍّ في شارع خولان من أهل المحافظات الشافعية فأخبرني بهذه القصة، ويُعَجِّبني في خبره، وهو لا يعرف ابن مفتاح ولا أحواله، بل يسميه «صاحب القبر الأبيض».

  وما زال القبر اليوم في شارع خولان، عليه شبك وباب على جانب الشارع الغربي وعنده محلات تجارية.

  وفي هذه الأعجوبة الخارقة آية بينة على أن مذهب الزيدية هو مذهب الحق.