شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [في الطلاق المعلق بوقت]

صفحة 481 - الجزء 4

  فذاك⁣(⁣١)، وإن لم ينو فإذا مات⁣(⁣٢).

  قال مولانا #: وكذا إذا ماتت⁣(⁣٣). والمحصلون لمذهب الهدوية⁣(⁣٤) يعللون مسألة محمد بن يحيى بأن «إلى» تستعمل للغاية⁣(⁣٥) وبمعنى «مع⁣(⁣٦)»، واستعمالها هنا للغاية لا يصح؛ لأن الطلاق لا يتوقت، فكانت بمعنى «مع»، وإذا كانت بمعنى «مع» فهي مقدرة بمعنى الشرط، أي: إذا مضى حين.

  قالوا: والحين لفظة مشتركة تستعمل للصباح والعشي، كقوله تعالى: {حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧}⁣[الروم]، وبمعنى: السنة، وعليه قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}⁣[إبراهيم: ٢٥]، أي: كل سنة⁣(⁣٧). وقيل: ستة أشهر⁣(⁣٨). وبمعنى: أربعين سنة، وعليه قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}⁣(⁣٩) [الإنسان: ١]، وعلى العمر، وعليه قوله تعالى: {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨}⁣(⁣١٠) [يونس].

  قالوا: فإذا احتملت هذه المعاني حمل على المتيقن، وهو العمر؛ لأن الأصل عدم الطلاق.

  قال مولانا #: وهذا الذي خرجنا منه أن قوله: «بعد حين» ونحوه يؤقت بالموت.


(١) إذا صادقته الزوجة. اهـ وقيل: وإن± لم تصادقه. اهـ لأن هذا اللفظ مما يحتمل.

(٢) أي: وقع.

(٣) أي: وقع.

(٤) السادة.

(٥) مثل قوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}⁣[البقرة: ١٨٧].

(٦) مثل قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}⁣[النساء: ٢].

(٧) في النخل والكرم.

(٨) يعني: الزرع.

(٩) الإنسان آدم #، والحين قدر أربعين سنة، لم يكن شيئاً مذكوراً لا في السماوات ولا في الأرض. يعني: أنه كان جسماً ملقى من طين قبل أن ينفخ فيه الروح. (تجريد كشاف).

(١٠) قوم يونس.