(باب النفقات)
  أو كان الوالد كافراً(١)) فإن كفره لا يسقط نفقته من ابنه.
  فإن كان له بنون عدة، الموسر واحد منهم، والآخرون معسرون - وجبت نفقته كلها على الموسر منهم، ولم تسقط حصة المعسرين.
(١) أراد الذمي± لا الحربي. (زهور). ë (ذماري). وقيل: ولو حربياً؛ لعموم الأدلة.
(*) وذلك لقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان: ١٥]، ومن المعروف أن ينفق عليهما، ولقوله ÷: «أنت ومالك لأبيك»[١]، وفي رواية: «أنت وما ملكت لأبيك». (بستان).
[١] والسبب في هذا الحديث أنه جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله، إن أبي أخذ مالي، فقال: «اذهب فأتني به»، فنزل جبريل فقال: «يا رسول الله، إن الله سبحانه وتعالى يقرئك السلام، ويقول لك: إذا جاء الشيخ فسله عن شعر قاله في نفسه، ما سمعته أذناه»، فلما جاء الشيخ قال النبي ÷: «ما بال ابنك يشكوك، أتريد أن تأخذ ماله؟» فقال الشيخ: سل يا رسول الله هل أنفقته إلا على إحدى عماته أو خالاته، أو على نفسي، فقال النبي ÷: «أيها الشيخ دعنا من هذا، وأخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك» فقال: يا رسول الله، ما يزال الله يزيدنا بك يقينا، لقد قلت شيئاً في نفسي ما سمعته أذناي، فقال: «قل» فقال شعراً:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً ... تعل [٠] بما أحنى عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبِتْ ... لسقمك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طُرِقْتَ به دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها ... لتعلم أن الموت حق مؤجل
فلما بلغتَ السن والغاية التي ... إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلتَ جزائي غلظةً وفضاضةً ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوَّتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال جابر - وهو راوي الحديث -: فقبض رسول الله ÷ بيد الابن - وفي رواية: بتلابيب الابن - وقال: «أنت ومالك لأبيك» ثلاثاً، وهذه معجزة له ÷. (غيث مع زيادة من بعض كتب التاريخ).
[٠] قوله: «تعل بما أحنى عليك» الأولى أنه بالجيم والياء بعد النون. قال #: وقال في المجمل: تجانأت عليه، إذا عطفت. قلت: وسماعنا بالحاء المهملة والألف بعد النون، وحفظناه كذلك. (عن مولانا عزالدين بن الحسن).