شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب السلم)

صفحة 549 - الجزء 5

(باب السلم(⁣١))

  اعلم أن السلم والسلف⁣(⁣٢) بمعنى واحد، وهو في الاصطلاح: تعجيل أحد البدلين وتأجيل الآخر على جهة اللزوم⁣(⁣٣) مع شرائط. وهو باب من أبواب البيع.

  والأصل فيه قوله ÷ وفعله، أما قوله فقال: «من أسلم⁣(⁣٤) فليسلم في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم».

  وأما فعله: فما روي أنه ÷ استسلم⁣(⁣٥) من يهودي⁣(⁣٦)، فلما طالبه قال: «لنا بقية يومنا⁣(⁣٧)».


(١) سمي سلماً لتسليم رأس المال في المجلس، وسلفاً لتقديم رأس المال وتأخير قبض المسلم فيه عن المجلس. (نجري).

(٢) وينعقد بلفظ السلف أو السلم إجماعاً، كـ: أسلمت إليك أو أسلفتك هذا في كذا. (بحر) (é).

(٣) من أصل العقد؛ ليخرج البيع بثمن مؤجل. (حاشية سحولي).

(*) ليخرج القرض عند من جعله غير لازم. (تكميل).

(٤) والدليل عليه من الكتاب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}⁣[البقرة: ٢٨٢]، قال ابن عباس: أشهد أن السلف المضمون إلى أجل مسمى قد أحله الله وأذن فيه في كتابه، ثم تلا هذه الآية. (شفاء). وروى ابن عباس قال: قدم رسول الله ÷ إلى المدينة وهم يسلفون في التمر السنة والسنتين والثلاث، فقال ÷: «من أسلف فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم». (شرح بحر). ويسمى سلماً لتسليم رأس المال في المجلس، وسلفاً لتأخر [قبض] المسلم فيه. [عن المجلس].

(٥) في تمر. (شفاء). وقيل: في شعير.

(٦) واسم اليهودي شمعون، من خيبر. اهـ وقيل: سلمة بن صخر، فقال اليهودي: إنكم بني عبدالمطلب قوم مُطْل، فغلظ عليه عمر وتهدده، فنهاه ÷ وقال: «نحن منك إلى غير ذلك أحوج» فقال: إلى ماذا يا رسول الله؟ فقال ÷: «إلى أن تأمرنا بحسن الأداء، وتأمره بحسن الاقتضاء، اذهب معه إلى صاحب صدقة بني زريق فاقضه دينه وزده كذا؛ لمكان ما قلت له من الكلام» حتى كان ذلك سبب إسلام اليهودي.

(٧) يا يهودي. (بستان).