(باب الضالة واللقطة واللقيط)
(باب الضالة واللقطة(١) واللقيط)
  اعلم أن الضوال اسم لما ضل من الحيوان غير بني آدم، واللقطة للجمادات، واللقيط واللقطة: اسم للذكر والأنثى من بني آدم.
  والأصل في هذا الباب: الكتاب والسنة والإجماع.
  أما الكتاب فقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة ٢]، والالتقاط من جملة التعاون.
  وأما السنة فقوله ÷: «اعرف عفاصها(٢) ووكاءها ثم عرف بها حولاً»(٣).
  والإجماع ظاهر.
(١) يقال: اللقطة - بفتح الهمزة وضم اللام وفتح القاف والطاء.
(*) قال الأزهري: أجمع الرواة على تحريك القاف في لفظ «اللقطة» المذكور في الحديث، وكان القياس التسكين. انتهى. وفي النهاية: بضم اللام وفتح القاف: اسم المال الملقوط، أي: الموجود. وقال بعضهم: هي اسم الملتقط، كالضُّحَكَة، والْهُمَزَة، وأما المال الملقوط فهو بسكون القاف. والأول أكثر وأصح. (شرح فتح).
(٢) واختلف أهل العلم في قوله ÷: «اعرف عِفَاصها ووكاءها» فمنهم من قال: أمر بذلك ليميزها من ماله لئلا تختلط به، وهذا وفاق. ومنهم من قال: أمر بذلك لكي إذا جاء من يصفها بصفاتها دفعها إليه وإن لم يستحقها من طريق الحكم، وهذا على قول المؤيد بالله. ومنهم من قال: إنه إذا أمر بحفظ عفاصها ووكائها فحفظ ما فيها أولى. (تعليق).
(*) قال في التمهيد: عفاصها: بكسر العين وفتح الفاء، وهو وعاء المتاع من جلد أو غيره، ذكره في المغني. (بيان). قال في الضياء: الوكاء: الرباط، والعفاص: ما يضم فيه. يعني: الخرقة. (زهور). وروي بالقاف عقاصها. جمع عقيصة، وهي الظفيرة، وقيل: الخصلة من خصل الرأس. (شفاء).
(٣) تمامه: «فإن جاء صاحبها وإلا فهي لك». (شفاء).