(فصل): في الولائم المندوبة، وما يندب في حال الأكل والشرب
= والعقيقة: معروفة الاشتقاق. والنقيعة: من نقع الغلة؛ لما كان أهل الغائب يكون في بطونهم غلة من غيبته عنهم، فيحصل بقدومه نقع الغلة. والإحذاق: عند ختم القرآن، واشتقاقه ظاهر، وليس كما ذكره الإمام المهدي # في الشرح من أن الإحذاق عند أن يحذق الصبي، وكذلك الوكيرة ليس للانتقال على الإطلاق، فلو انتقل إلى دار مستأجرة أو مشتراة فليس هذا مقصوداً بها، وإنما المراد الفراغ من بنائها. (وابل).
مسألة: ومن أراد شيئاً من الولائم أو الأسفار أو غيرها فالواجب عليه أن يتوكل على الله تعالى ويفوض أمره إليه، ويستحب له أن يقدم قبله ذكر الله تعالى والصدقة، ولا يجوز له أن يعتقد شيئاً من التنجيم أو التطير[١] أو التفاؤل بالأزلام[٢] المنهي عنها، وهي السهام، فمن اعتقد أن لشيء من ذلك تأثيراً فقد أشرك بالله تعالى في علم غيبه وصار كافراً، ومن عمل به ولم يعتقد تأثيره فسق[٣]، ذكر ذلك كله في الكشاف والتهذيب والمقاليد. قال المنصور بالله: وكذلك الأيام التي يعتقد العوام أنها نحسة فيتجنبونها فمن اعتقد تأثيرها كفر، ومن عمل بها ولم يعتقد تأثيرها أثم. (بيان).
فرع: وهكذا في الذين يسألون الجن عما يعرض لهم من الأمراض والآلام، ويعتقدون أن لهم تأثيراً في حدوثها وفي رفعها بغير مباشرة ولا سبب فهو كفر. قال في الأحكام: والرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين[٤] جزءاً من النبوة، وهي من الله تعالى، والحلم من الشيطان، فمن رأى ما يكره ثم استيقظ نفث ثلاث مرات عن يساره وقال: «أعوذ بالله من شر ما رأيت»، فإنه لا يضره ذلك. (بيان).
[١] التطير: إذا أراد حاجة أتى طيراً ساقطاً فيطيره، فإن طار يميناً مضى، وإن طار شمالاً ترك. (ترجمان).
[٢] الأزلام: الأقداح مكتوباً على بعضها: «نهاني ربي»، وعلى بعضها: «أمرني ربي»، وعلى بعضها: «غفل»، فإن خرج «أمرني ربي» مضى في شأنه، وإن خرج: «نهاني» أمسك، وإن خرج: «غفل» أعاد حتى يخرج الأمر أو النهي. (ترجمان).
[٣] والأصح لا يقطع بفسقه. (مفتي).
[٤] قال في النهاية: وإنما خص هذا العدد المذكور لأن عمر النبي ÷ كان ثلاثاً وستين سنة، وكانت مدة نبوته ÷ منها ثلاثاً وعشرين سنة؛ لأنه بعث عند استيفاء أربعين سنة، وكان في أول الأمر يرى الوحي في المنام، ودام ذلك نصف سنة، ثم رأى الملك في اليقظة، فإذا نسبت مدة الوحي في النوم من مدة نبوته ÷ كانت نصف جزء من ثلاثة وعشرين جزءاً، وهو جزء من ستة وأربعين جزءاً. (من حواشي البستان من خط مصنفه).