(باب حد السارق)
  كالمرتد، أما الديوث فهو الذي يُمَكِّن الرجال(١) من حريمه(٢) بعوضٍ أو غيره. وقيل: لا قتل عليه. وأما الساحر فهو الذي يعمل بالسحر، فحده القتل؛ لأن السحر كفر.
  قال في اللمع±: فإذا أظهر من نفسه أنه يقدر على تبديل الخلق، وجعل الإنسان بهيمة وعكسه، وأنه يركب الجمادات فيسيرها، ويجعلها إنساناً - فهو كافر(٣) بالإجماع. قال فيها: وكذا من¹ يدعي جعل الحبال حيات كسحرة فرعون.
  قال في شرح الإبانة: ± وكذلك القول في ادعائه الجمع والتفريق بين الزوجين، والبغض والمحبة، وقلب الأعيان(٤) على ما يتعاطاه بعض المدعين لعمل الكيمياء، وكذا إذا ادعى تحريك الجمادات من غير مباشرة(٥) ولا متولد(٦)؛ لأن من ادعى هذا فقد ادعى الربوبية وكفر؛ لأن ذلك من فعل الله تعالى.
= والحنفية: إنه لا يضمن±؛ لأنه لا تأثير للسحر، وإنما التأثير من الله تعالى إذا أراد امتحان العبد. قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى: ويدل عليه قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة ١٠٢]، ولأن الله تعالى سماه خيالاً، حيث قال: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ٦٦}[طه]. وقال الشافعي والمغربي من أصحابه وغيره: إن له تأثيراً حقيقة، وإنه قد يقتل كالسموم، وقد يغير العقل، وقد يحصل به إبدال الحقائق من الحيوانات وغيرها، وقد روي عن عائشة أنها قالت: سُحِر النبي ÷ حتى كان لا يدري ما يقول، ذكر ذلك في البحر. (كواكب).
(١) والمراد هو± الذي يرضى بذلك ولا يمنع.
(٢) لفعل الفاحشة.
(*) ولو ذكراً. (مفتي).
(*) وأما إمائه فيحتمل. (دواري). وقيل: بل تكون مثل± المحارم. (é).
(٣) بل يشترط الاعتقاد.
(٤) وهو من يجعل الحديد ذهباً من غير معالجة.
(٥) راجع إلى الكل.
(٦) ومثله في شرح بهران.