شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب حد السارق)

صفحة 176 - الجزء 9

  كالمرتد، أما الديوث فهو الذي يُمَكِّن الرجال⁣(⁣١) من حريمه⁣(⁣٢) بعوضٍ أو غيره. وقيل: لا قتل عليه. وأما الساحر فهو الذي يعمل بالسحر، فحده القتل؛ لأن السحر كفر.

  قال في اللمع±: فإذا أظهر من نفسه أنه يقدر على تبديل الخلق، وجعل الإنسان بهيمة وعكسه، وأنه يركب الجمادات فيسيرها، ويجعلها إنساناً - فهو كافر⁣(⁣٣) بالإجماع. قال فيها: وكذا من¹ يدعي جعل الحبال حيات كسحرة فرعون.

  قال في شرح الإبانة: ± وكذلك القول في ادعائه الجمع والتفريق بين الزوجين، والبغض والمحبة، وقلب الأعيان⁣(⁣٤) على ما يتعاطاه بعض المدعين لعمل الكيمياء، وكذا إذا ادعى تحريك الجمادات من غير مباشرة⁣(⁣٥) ولا متولد⁣(⁣٦)؛ لأن من ادعى هذا فقد ادعى الربوبية وكفر؛ لأن ذلك من فعل الله تعالى.


= والحنفية: إنه لا يضمن±؛ لأنه لا تأثير للسحر، وإنما التأثير من الله تعالى إذا أراد امتحان العبد. قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى: ويدل عليه قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[البقرة ١٠٢]، ولأن الله تعالى سماه خيالاً، حيث قال: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ٦٦}⁣[طه]. وقال الشافعي والمغربي من أصحابه وغيره: إن له تأثيراً حقيقة، وإنه قد يقتل كالسموم، وقد يغير العقل، وقد يحصل به إبدال الحقائق من الحيوانات وغيرها، وقد روي عن عائشة أنها قالت: سُحِر النبي ÷ حتى كان لا يدري ما يقول، ذكر ذلك في البحر. (كواكب).

(١) والمراد هو± الذي يرضى بذلك ولا يمنع.

(٢) لفعل الفاحشة.

(*) ولو ذكراً. (مفتي).

(*) وأما إمائه فيحتمل. (دواري). وقيل: بل تكون مثل± المحارم. (é).

(٣) بل يشترط الاعتقاد.

(٤) وهو من يجعل الحديد ذهباً من غير معالجة.

(٥) راجع إلى الكل.

(٦) ومثله في شرح بهران.