القاضي زيد الأكوع
  والقاضي يوسف [الخطيب] ممن عاصر المؤيَّد بالله وقرأ عليه، وباحثه، أمَّا القاضي يوسف فقرأ عليه قليلاً وعلى أبي طالب أكثر وأكثرها على الأستاذ، وبعدهم على خليلٍ، وهو قبل القاضي زيد، فكأن القاضي يروي عنه وأبو مضر اسمه شريح بن المؤيَّد، وأبوه قاضي المؤيَّد بالله، وكان طال به الدَّهر إلى زمان القاضي زيد، فانه يروي عن القاضي زيد، والله أعلم، وأبو جعفر في زمان أبي طالب، وهو قاضيه. انتهى. قلت: وعلى ذكر هذا البحث أذكر شرح القاضي زيد على التحرير، وهو معروف بالتعليق، وقد تعرض علماؤنا للفرق بين الشرح والتعليق، فنقل شيخنا القاضي الوحيد العلامة أحمد بن سعد الدين ¦ عن بعض العراقيين، قال: نقله من خطه من ديباجة شرح القاضي زيد ¦: اعلم أن الفرق بين الشرح والتعليق أن الشرح فيه ذكر المذهب وحده، ليس فيه اعتراض ولا مطالبة ولا نوع معارضة في مجموع المسائل، والتعليق يذكر فيه المخالف والموالف، تارة على طريق الاعتراض، وتارة على سبيل الاستدلال. فتعليق التحرير ثمانية كتب مجلدة، وشرحه دون ذلك، ويستفاد من التعليق معرفة علم الجدل، ومدارك الخطأ والزلل. قلت: ونقل العلامة شيخ الشيوخ القاضي أحمد بن يحيى حابس ¦ في (المقصد الحسن) ما لفظه: فإن قلت: ما بالهم في شروح الكتب يذكرون تارة شرحاً وتارة تعليقاً؟ قلت: اصطلح العلماء | أن الكتاب إذا شرحه شارح ثم جاء غيره فانتزع منه منتزعاً أنه يسمى ذلك المنتزع تعليقاً أي تعليق الشرح المنتزع منه، فحيث أضيف ذلك التعليق إلى الكتاب فهو على حذف مضاف أي تعليق شرحه(١). اهـ (من مطلع البدور باختصار ج ٢/ ٣٠٩).
  ٨٨ - القاضي زيد الأكوع [١٠٨١ هـ - ١١٦٦ هـ]: صاحب التذهيب (....... ²): سيدنا العلامة المحقق إمام العلوم بأسرها، والملتقط لفرائدها من بحرها: زيد بن عبد الله الأكوع ¦. كان آية من آيات الدهر الباهرة، ونعمة لأهل عصره من النعم الظاهرة، أخذ من العلم الحظ الوافر، وأعطي نصيباً من الفهم غير قاصر. وقراءته في (شرح
(١) وأفاد ابن مظفر في (الترجمان) أن أول ما يوضع من تأليف على الكتاب شرحٌ، وما يوضع على الشرح تعليق.