(كتاب الحج)
(كتاب الحج(١))
  الحج بفتح الحاء وكسرها(٢)، والفتح أكثر. وهو في اللغة: القصد للشيء المعظم على وجه التكرار(٣). وفي الشرع: عبادة تختص بالبيت الحرام(٤) تحريمها الإحرام، وتحليلها الرمي(٥).
(١) الحج مجموع ومركب من عدة أفعال وأقوال مخصوصة، وليس كالفعل الواحد كما قلنا في الصلاة؛ ولذلك لا يفسد بعضه بفساد بعضه، وللمكلف أن يعمل في كل فعل من أفعاله بقول عالم. (معيار، وغيث).
(*) وأما حقيقة الحج في اللغة فهو: القصد، وأكثر استعماله في القصد للشيء المعظّم والتردد إليه، ومنه سمي الدليل حجة؛ لتكرر قصد الناس بالاستدلال، والطريق محجة؛ للتكرار فيها والقصد إليها، قال الشاعر:
وأشهد من عوف حؤولا كثيرة ... يحجون سِبَّ الزّبرقان المزعفرا
وعوف: قبيلة. وحؤول: جمع حول، وهي السنة. يحجون: يقصدون. سب، السب - بكسر السين -: طرف العمامة، وقيل: هي العمامة. والزبرقان: اسم رئيس، وهو الحصين بن يزيد التميمي، والزبرقان من أسماء القمر، سمي بذلك لتمام خلقه. المزعفر: مخضوب بالزعفران، وكانت العادة لرؤساء العرب صبغ عمائمهم بصباغ أصفر زعفران أو غيره. ويعرف الرئيس بذلك. وأما في الشرع فحقيقة الحج: العبادة المختصة بالبيت الحرام، تحريمها الإحرام، وتحليلها الرمي ونحوه. وإن شئت قلت: الحج عبارة عن الإحرام، والوقوف بعرفة، والطواف بالبيت، والمناسك المعتبرة. (ديباج).
(*) قال في هامش الهداية: هو اسم لمجموع المناسك المؤداة في المشاعر المخصوصة.
(٢) أول من حج آدم، ثم الأنبياء بعده. اهـ إلا هوداً وصالحاً؛ لاشتغالهما بقومهما، ذكره في كتاب الميمون.
(٣) حذف في البحر قوله: «على وجه التكرار».
(٤) وما يتعلق بذلك كعرفة وغيرها.
(٥) ونحوه الهدي في حق المحصر.
(*) خرجت العمرة.