شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب اللعان)

صفحة 721 - الجزء 4

(باب اللعان)

  اعلم أنه اشتق له هذا الاسم لأن فيه اللعنة في الخامسة من أيمان الزوج، أو لأنه يتعقبه الإبعاد من رحمة الله تعالى؛ لأن أحدهما عاص، واللعن مأخوذ من الطرد⁣(⁣١) والإبعاد⁣(⁣٢).

  والأصل فيه الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ...}⁣(⁣٣) الآية [النور: ٦].

  وأما السنة: فما فعله النبي ÷ بين هلال بن أمية وزوجته خولة بنت عاصم حين فجر بها⁣(⁣٤)


(١) لغة. (بحر).

(*) قال الشاعر:

وماء قد وردت لوصل أروى ... عليه الطير كالورق اللجين

ذَغَرْتُ به القطا ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين

أي: المطرود. الذعر: الفزع. ويقال: لا تذعر الإبل، أي: لا تنفرها. (نهاية).

(٢) شرعاً. (بحر).

(٣) لما نزلت الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا ...} الآية [النور: ٤] قرأها النبي ÷ على المنبر، فقام عاصم بن عدي الأنصاري فقال: أرأيت يا رسول الله إن وجد رجل مع امرأته رجلاً إن تكلم جُلِد، وإن قتله قُتِل، وإن سكت سكتَ عن غيظ، إلا أن يأتي بأربعة شهداء وقد قضى الرجل حاجته ومضى. فقال رسول الله ÷: «كذلك نزلت يا عاصم»، فخرج فاستقبله صهره هلال بن أمية، فقال له: ما وراءك؟ فقال: شر، وجدت على بطن امرأتي خولة بنت عاصم شريكَ بن سحماء، فقال عاصم: هذا والله سؤالي، ما أسرع ما ابتليت به، فرجعا فأخبرا النبي ÷، فبعث إليها النبي ÷ فقال: «حق ما يقول زوجك؟» فأنكرت ذلك، فلاعن بينهما، وقال: «لا تجتمعا إلى يوم القيامة» ثم قال ÷: «إن وضعت ما في بطنها على صفة كذا فالولد لزوجها، وإن وضعت على صفة كذا وكذا فالولد لشريك» فلما وضعت على الصفة التي رميت بها قال ÷: «لولا الأيمان لكان لي ولها شأن⁣[⁣١]». (إيضاح).

(٤) يعني: رُمي بها. (شرح فتح). وفي شرح البحر: بقى كلام الشرح على ظاهره.


[١] يعني: الرجم. (شفاء).