شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب النفقات)

صفحة 769 - الجزء 4

(باب النفقات(⁣١))

  هي أنواع: نفقة الزوجة، والأقارب، والأرقاء، والبهائم، وسد رمق المضطر ممن دمه محترم.

  فالأصل في نفقة الزوجة: الكتاب والسنة والإجماع.

  أما الكتاب فقوله تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ⁣(⁣٢) عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ}⁣[البقرة: ٢٣٧].

  وأما السنة: فما روي عن النبي ÷ أنه خطب يوم النحر في حجة الوداع⁣(⁣٣) فقال: «استوصوا بالنساء خيراً⁣(⁣٤)» إلى أن قال: «ولهن عليكم نفقتهن وكسوتهن بالمعروف».

  وأما الإجماع: فلا خلاف في وجوبها على الزوج⁣(⁣٥).


(١) حقيقة النفقة: هي المؤنة اللازمة للإنسان لنسب أو سبب أو ملك أو نحوه، فالنسب القرابة، والسبب النكاح، والملك الأرقاء والبهائم، ونحوه سد الرمق. (بحر).

(٢) هكذا في الغيث. واستدل في الزهور بقوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}⁣[الطلاق: ٧]، وهو أولى؛ لأن قوله تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ ...} إلخ دليل المتعة بعد الطلاق.

(٣) في منى، في بطن الوادي.

(*) وسميت بذلك الاسم لأنه ÷ لم يلبث بعدها إلا ثمانين يوماً.

(٤) أي: اقبلوا الوصية فيهن. (حماطي).

(*) تمام الخبر: «فإنهن عوان في أيديكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله». قال في الشفاء: قوله: «بكلمة الله» قيل: قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}⁣[البقرة: ٢٢٩]. شبههن بالأسارى لضعفهن؛ لقوله: «عوان»، والعاني: الأسير. قوله: «بكلمة الله» هي عقد النكاح، والأمانة ما كلفناه لهن في حفظهن. (وابل)⁣[⁣١].

(٥) في حق الصالحة.


[١] لفظ الوابل: قال في الشفاء: قوله: «بكلمة الله» قيل: هي قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}⁣[البقرة: ٢٢٩]. وقال المؤلف: بل أراد بالأمانة تكليفنا بما يجب علينا لهن، وبالكلمة عقد النكاح، وأراد بالعوان الأسرى، وشبههن به لضعفهن.