شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(كتاب العارية)

صفحة 84 - الجزء 7

(كتاب العارية(⁣١))

  قال في الانتصار: فيها ثلاث لغات: عاريَّة بالتشديد للياء⁣(⁣٢)، وعاريَة بالتخفيف، وعارة. وفي اشتقاقها وجهان: الأول: من عار الفرس⁣(⁣٣)، إذا ذهب⁣(⁣٤)؛ لأن العارية تذهب من يد المعير. والثاني: من العار؛ لأن أحداً لا يستعير إلا وبه عار⁣(⁣٥) من الحاجة.

  والأصل فيها الكتاب والسنة والإجماع.

  أما الكتاب فقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}⁣(⁣٦) [البقرة ٢]، وهي من المعاونة.

  وأما السنة فقوله ÷ وفعله. أما قوله فقال: «العارية مؤداة».

  وأما فعله فما روي أنه ÷ استعار من صفوان بن أمية⁣(⁣٧) دروعاً⁣(⁣٨)،


(١) ولا يعتبر فيها العقد، بل التمكين أو ما يدل عليه. (é).

(٢) كقوله ÷: «العاريَّة مردودة»، والتخفيف كقوله ÷: «إن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية». وحذف الياء كقول الشاعر:

فأخلف وأتلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله

(بستان).

(٣) إذا انطلق من مربطه ماراً على وجهه. (نهاية).

(٤) صوابه: هرب؛ لأجل الرجوع.

(٥) أي: ذلة وحياء.

(٦) وقوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}⁣[الماعون]، وقد فسره ابن عباس بالجرة، والمغرفة، والرحا، [والمدقة. (نخ)] والدلو، والفأس، والقدر، والحبل، والشفرة. وقيل: الزكاة±، وهو الصحيح. قال القاضي عبدالله الدواري: ويصح حمل الآية عليهما معاً.

(٧) القرشي الجمحي - بضم الجم وفتح الميم - [ذكره في جامع الأصول]: رجل من مشركي العرب، وقدمه في الإسلام غير ثابت، وكان ÷ يتألفه في الإسلام ليحسن إسلامه.

(٨) قيل: مائة درع. وقيل: ثلاثون، والأول أصح. (زهور، وغيث).

(*) يوم حنين.