شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما يحرم من الحيوانات

صفحة 219 - الجزء 8

(باب الأطعمة⁣(⁣١) والأشربة)

(فصل): في بيان ما يحرم من الحيوانات

  واعلم أن جملة ما (يحرم) ثمانية أصناف:

  الأول: (كل ذي⁣(⁣٢) ناب من السبع(⁣٣)) احتراز من الإبل، فإنها ذات ناب


(١) والأصل في هذا الباب قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ...} الآية [الأنعام ١٤٥]، وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}⁣[الأعراف ٣٣]، وقول الشاعر:

شربت الإثم حتى ضل عقلي ... كذاك الإثم يذهب بالعقول

ونهى ÷ عن كل ذي ناب من السبع ومخلب من الطير، وروي: «ما لا يأكل الحب من الطير»، وقوله ÷: «ما أسكر فقليله وكثيره حرام». (شرح أثمار).

(٢) مفترس°؛ ليخرج الوبر ونحوه [الأرنب]؛ لأنه ذو ناب وغير مفترس. (é).

(٣) فائدة: ° يحرم أكل السمع، وهو سبع متولد بين الضبع والذئب، وإنما حرم أكله لأنه ذو ناب، ولتولده بين حيوانين كل واحد منهما محرم أكله.

(*) مسألة: وأصول التحريم سبعة: إما نص في الكتاب كما في الآية، أو في السنة كنهيه ÷ عن الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير. أو القياس كتحريم الجري والمارماهي، أو الأمر بقتله كالخمسة، وما ضر من غيرها فمقيس عليها، أو النهي عن قتله كالهدهد والخطاف⁣[⁣١] والنملة والنحلة والصرد⁣[⁣٢]، أو استخباث العرب إياه كالخنفساء، والضفدع، والعظاية، والوزغ، والحرباء، والجعلان، وكالذباب، والبعوض، والزنبور، والقمل، والكتان، والنامس، والبق، والبرغوث؛ لقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}⁣[الأعراف ١٥٧] وهي مستخبثة عندهم، والقرآن نزل بلغتهم، فكان استخباثهم طريق تحريم، فإن استخبثه البعض اعتبر الأكثر. (بحر بلفظه).


[١] الخفاش، وقيل: أبو شطيف.

[٢] بضم الصاد وفتح الراء، وهو طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير، أو هو أول طائر صام لله تعالى. (قاموس).