(فصل): في بيان ما يجب غض البصر عنه وما يتعلق بذلك
(فصل): في بيان ما يجب غض البصر عنه وما يتعلق بذلك
  (و) جملة ما (يحرم(١) على المكلف(٢) نظر الأجنبية(٣)
(١) لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور ٣٠]، وقوله ÷: «النظر سهم مسموم»، و «لا تتبع النظرة النظرة». (بحر). وفي الحديث عنه ÷ قال لعلي #: «يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك والثانية عليك»، وفي حديث آخر: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله تعالى».
(٢) واعلم أن النظر ينقسم إلى خمسة أقسام: واجب: وهو النظر في المصنوعات ليستدل على أن لها صانعاً حياً قادراً، وكذا يجب النظر ليستدل على مكان الماء ليتوضأ به، والاهتداء إلى طريق الحج، وإرشاد الضال، ونحو ذلك. ومحرم: وهو النظر إلى العورات والصور الحسنة لقضاء الشهوة، ومنه: النظر إلى الغير بعين الاستحقار. ومكروه: وهو نظر الزوج باطن الفرج من زوجته، ونظر سرة غيره؛ لخشية نظر العورة، ونظر فرج نفسه، وإدامة النظر إلى المجذومين، وكذا النظر في زخارف الدنيا. ومندوب: وهو النظر إلى عجائب صنع الله تعالى بعد ثبوت اعتقاده؛ ليزداد استظهاراً على أن لها صانعاً، وهو ملك السموات والأرض، ومن ذلك النظر إلى من دونه في الأحوال والنقصان ليحمد الله على ما فضله به. ومباح: وهو الاستعانة به على الحاجات. (من الثمرات باختصار من تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} الآية).
(*) ويدل على تحريم ذلك قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} الآية، وقوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء]، وقوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩}[غافر]، وروى الحاكم في السفينة أخباراً، منها: قوله ÷: «النظر إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس، فمن تركه أذاقه الله طعم عبادته»، وقال داود #: «امش خلف الأسد والأَسْوَد، ولا تمش خلف المرأة»، وقيل ليحيى بن زكريا #: «ما بدء الزنا؟ فقال: التمني والنظرة». وقال عيسى #: «لا يزني فرجك ما غضضت بصرك». وقال عيسى #: «إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة»، وقال نبينا ÷: «من أصاب من امرأة نظرة حراماً ملأ الله عينه ناراً يوم القيامة»، وقال ÷: «العينان تزنيان»، وقال ÷: «زنا العين النظر». (ثمرات من تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور ٣٠] الآية).
(٣) حية كانت أم ميتة±.اهـ قلت: الأقرب أن المبان منها كغيره من الجمادات، فيجوز النظر إليه ما =