شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب التفليس والحجر)

صفحة 656 - الجزء 8

(باب التفليس والحجر)

  اعلم أن التفليس له معنيان: لغوي وشرعي.

  أما اللغوي: فهو مشتق من الفلوس لأحد وجوه ثلاثة: إما لأنها أحقر مال الرجل⁣(⁣١)، فكأنه إذا أفلس منع عن التصرف في ماله إلا في الحقير، أو لأنه إذا أفلس صارت دراهمه زيوفاً وفُلوساً⁣(⁣٢)، أو لأنه انتهى إلى حال يقال له فيها: ليس معه فَلْس⁣(⁣٣).

  وأما الشرعي: فهو الذي ذكره في الأزهار.

  (و) أما (المعسر) فله معنيان أيضاً: لغوي وشرعي. فاللغوي: مأخوذ من العسر؛ لأنه متى عدم المال عسرت عليه أموره.

  وأما الشرعي: فهو (من لا يملك شيئاً غير ما استثني) له⁣(⁣٤)، (والمفلس: من لا يفي ماله بدينه(⁣٥)) هذا معنى المفلس في الشرع⁣(⁣٦).


(١) وهذا أجود الوجوه.

(٢) عطف تفسيري.

(*) زيوفاً: رديئة جنس. فلوساً: رديئة عين.

(٣) وهذا أظهرها، وأقرب إلى العرف.

(٤) في الزكاة. وقيل: المراد هنا ¹لا ما تقدم في الزكاة. (مفتي).

(*) ولا دين عليه±.

(٥) وإن كثر.

(*) كالظلمة الذين صار عليهم من المظالم ما يزيد على ما يملكونه، كظلمة زماننا. (شرح فتح).

(٦) وقد يجتمع المفلس والمعسر، وذلك حيث كان المعسر لا يفي ماله بدينه، فهو حينئذٍ مفلس معسر. وينفرد المعسر عن المفلس حيث يفي ماله بدينه، فهو معسر ولا يسمى مفلساً. وينفرد المفلس عن المعسر حيث ماله أكثر مما استثني ولا يفي ماله بدينه، فهو يسمى مفلساً ولا يسمى معسراً. (وابل معنى).