(فصل): [شروط وجوب الصلاة]
(فصل): [شروط وجوب الصلاة]
  (يشرط(١) في وجوبها) ثلاثة(٢): الأول قوله: (عقل(٣)) أي: لا يصح من الله تعالى من جهة العدل إيجاب الصلاة(٤) إلا على من كملت له علوم العقل العشرة المذكورة(٥) في علم الكلام، فلا تجب على مجنون أو ما في حكمه كالسكران(٦) والمغمى عليه(٧).
(١) حقيقة الشرط في عرف المتكلمين: ما لولاه لما حصل المشروط.
(٢) والرابع: طهارة من دم الحيض والنفاس. (شرح فتح). (é). فانقطاع الحيض والنفاس شرط في الوجوب، وبعد الانقطاع شرط في الصحة. (é).
(٣) وحقيقة العقل: بنية في الإنسان يتميز بها عن سائر الحيوانات. وسمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن الوقوع في المكاره. (مقاصد). فالواجبات الشرعية لا بد فيها من مجموع العقل والبلوغ. وأما الواجبات العقلية فإنه يعتبر فيها كمال العقل فقط. والعقل يكمل بمجموع العلوم العشرة، والشرع بأحد الأمور الخمسة في الرجل والمرأة. (كواكب، وبيان معنى).
(٤) أو غيرها من الواجبات الشرعية، بخلاف العقلية فهي تجب على كل من كمل عقله ولو لم يبلغ، وذلك كالنظر في معرفة الصانع جل وعلا، وصفاته، وعدله، وحكمته، وتصديق رسله، فإن أخل بذلك فكافر فيما بينه وبين الله دون ظاهر الشرع؛ لأن أمارات البلوغ إنما نصبها الله علامة في حقنا دون علمه، قال #: ويؤيد ذلك أنك ترى بعض المراهقين أكيس في العقل وأدهى في التصرف من بعض الشيوخ الأجلاف. (بستان).
(٥) هذه علوم العقل العشرة جمعها الإمام المهدي أحمد بن يحيى:
فعلم بحال النفس[١] ثم بديهة[٢] ... كذا خبرة[٣] ثم المشاهد[٤] رابع
ودائرة[٥] والقصد[٦] بعد تواتر[٧] ... جلي أمور[٨] والتعلق[٩] تاسع
وعاشرها تمييز حسن وضده[١٠] ... فتلك علوم العقل مهما تراجع
=
[١] شابع أو جائع.
[٢] العشرة أكثر من الخمسة.
[٣] الحجر يكسر الزجاج.
[٤] هذا زيد وهذا عمرو.
[٥] زيد في الدار أو في غيرها.
[٦] أي: يعرف بقصد المخاطب.
[٧] مكة في الأرض.
[٨] وهي الأمور الجلية قريبة العهد، مثل ما لبس بالأمس، وما أكل، وما حدث من الأمور.
[٩] يعرف أن كل صناعة لا بد لها من صانع.
[١٠] هذا حسن، وهذا قبيح.