القاسم بن محمد
  ودقة نظره في طرق الإجتهاد، وحسن غوصه في انتزاع الفروع وترتيب الأخبار، فلينظر في أجوبته عن المسائل التي سُئِلَ عنها نحو مسائل جعفر بن محمد النيروسي، وعبدالله بن الحسن الكلاّري التي رواها الناصر الحسن بن علي الأطروش، وفي كتاب الطهارة، وكتاب صلاة اليوم والليلة، وفي مسائل علي بن جهشيار، وفي كتاب الجامع الأجزاء في تفسير قوارع القرآن، وفي كتاب الفرائض والسنن، التي يرويها ابنه محمد، وليتأمل عقود المسائل التي عقدها فيها، وفي كتاب المناسك، إلى غير ذلك من الكتب فهي كثيرة مشهورة موجودة عندنا، فالحمد لله، انتهى كلام الإمام المنصور بالله #. قلتُ: واعلم أنه كان أعظم احتفال الأئمة القدماء À ببيان علم التوحيد والعدل، وفرائض الله التي ضلّت فيها غواة الأمم، ولم ينجُ من الغرق إلا من بحبلهم اعتصم، ولدينهم التزم، فإنهم حجج الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، وما زالوا يقارعون على دين الله الذي أتى به جدهم النبي المنذر، وتلاه في القيام به وتبليغه أبوهم الوصي الهادي، مؤسس قواعد الإسلام، الضارب عليه بذي الفقار هام المشركين، ومَرَدَةَ الطغام، حتى أقام عمود الإسلام بذلك العضب الحسام، صلى الله عليهما وعلى عترتهما الأطائب الأعلام، فهم من باب المدينة يغترفون. وهذا الإمام وأخوه الإمام محمد بن إبراهيم هما المجددان في رأس المائتين. توفي الإمام القاسم وله سبع وسبعون سنة، ووالدهما إبراهيم بن إسماعيل يلقب طباطبا. قال بعض السادة المحققين: معناه سيد السادات. اهـ (باختصار من التحف شرح الزلف ص ١٤٨ وما بعدها).
  ٨٦ - القاسم بن محمد [٩٦٧ هـ - ١٠٢٩ هـ]: هو الإمام الأجلّ المنصور بالله ø أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $. قامَ بعد إيَاسِه من خروج الإمام الناصر الحسن بن علي في المحرم سنة ست وألف. قبضه الله ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وألف، عن اثنتين وستين، وهو والإمام عبدالله الآتي [أي: