فصل
= وذكره ابن حجر العسقلاني في تخريجه أحاديث الكشاف، عن سبعة وعشرين صحابياً. ثم قال: وآخرون؛ كل منهم يذكر أسماء أفرادهم، غير الجملة مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، ثلاثين رجلاً. وقال المقبلي فيه في أبحاثه: فإن كان هذا معلوماً، وإلا فما في الدنيا معلوم. انتهى. ولو استوفيت من صرح من العلماء بتواتره، لطال المقام. وعلى الجملة إن خبر الغدير ومقدماته وما ورد على نهجه مما يفيد الولاية في ذلك المقام وغيره، لا تحيط به الأسفار، ولا تستوعبه المؤلفات الكبار؛ وقد ألفت علماء الإسلام في ذلك الباب مؤلفات جامعة؛ ومن أعمها جمعاً، وأعظمها نفعاً، من المؤلفات الحافلة بروايات آل محمد (ع) وشيعتهم ¤ ومخالفيهم - تولى الله مكافأتهم ـ: كتبُ الإمام الحجة، عبدالله بن حمزة، كالشافي، والرسالة النافعة، والناصحة؛ والأنوار للإمام الأوحد الحسن بن بدر الدين محمد بن أحمد، وينابيع النصيحة لأخيه الحافظ الأمير الناطق بالحق الحسين بن محمد، واعتصام الإمام الأجل، المنصور بالله ø، القاسم بن محمد؛ وشرح الغاية، لولده إمام التحقيق، ونبراس التدقيق، الحسين بن الإمام؛ ودلائل السبل الأربعة، لحفيده جمال آل محمد، علي بن عبدالله بن القاسم؛ وتفريج الكروب، لإسحاق بن يوسف بن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم؛ وتخريج الشافي، لعلامة العصر الأوحد، نجم آل محمد، الحسن بن الحسين الحوثي - نفع الله تعالى بعلومه ورضي عنه - وغيرها من مؤلفات السابقين واللاحقين، من الآل (ع) وغيرهم؛ فهي واسعة العدد، طافحة المدد؛ وقد جمعت هذه المؤلفات - بحمد الله - فأوعت، وعمّت فأغنت؛ ونتبرك بذكر شيء من الكلمات النبوية، صلوات الله وسلامه على صاحبها وعلى آله. فأقول - وبالله التوفيق ـ: قد تقدمت رواية إمام اليمن، الهادي إلى أقوم سنن، في الأحكام (ع). وفي تفسير آل محمد من جوابات نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم À: وسألت عن قول النبي ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، «ومن كنتُ وليّه فعلي وليّه» ... إلخ كلامه؛ وذكر الرواية في أن قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}[المائدة: ٣]، ... الآية، نزلت في حجة الوداع؛ قال - أي نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم عليهم الصلاة والتسليم ـ: والحج آخر ما نزلت فريضته. انتهى. وأخرج الإمام المؤيد بالله (ع) في أماليه، بسنده إلى كامل أهل البيت، عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي À قال: قال رسول الله ÷ يوم غدير خم: «أليس الله ø يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}؟ [الأحزاب: ٦]».قالوا: بلى، يا رسول الله. فأخذ بيد علي (ع) فرفعها حتى رؤي بياض إبطيهما، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره». فأتاه الناس يهنئونه، فقالوا: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب؛ أمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وأخرج فيها - أيضاً - من طريق الإمام الناصر للحق، الحسن بن علي ووالده علي بن الحسن، مسنداً إلى أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: قيل لجعفر بن محمد: ما أراد رسول الله ÷ بقوله يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»؟ فاستوى جعفر بن محمد قاعداً، ثم قال: سئل عنها - والله - رسول الله ÷ فقال: «الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى =