الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في استحالة الفناء على الله]

صفحة 56 - الجزء 1

  ولزم أيضاً أن يكون لله سبحانه تأثيران:

  تأثير اختيار، وهو: خلقه لمخلوقاته.

  وتأثير اضطرار، وهو: إيجاب ذاته لصفاته، ولا يضطر إلا المخلوق.

  المقتضية: بل لأن المقتضي أوجب وجوده تعالى، كما مر لهم.

  لنا: ما مر عليهم، وإن سلم لزم أن توجد سائر الذوات، ولا تفنى كما مر⁣(⁣١).

  ولزم أن يكون الله محتاجاً إلى ذلك المقتضي؛ إذ لولاه لما كان تعالى موجوداً ولا حياً، ولا قادراً ولا عالماً.

  فإن قيل: فهل يكفرون كالمجبرة؟

  قلت: لا؛ لأنهم لم يثبتوا شيئاً محققاً، يكون الله سبحانه مضطراً أو محتاجاً إليه تحقيقاً؛ لتلاشي ذلك كما مر، فلم يجهلوا بالله سبحانه، ولم يتعمدوا سب الله، وإنما أخطأوا؛ حيث لم ينتبهوا لذلك اللازم، ومن لم يتعمد سب الله فلا إثم عليه؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]، ولم يفصل⁣(⁣٢).

  وكقوله ÷: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان» ولم يفصل.

  بخلاف المجبرة؛ فإنهم جهلوا بالله سبحانه حيث أثبتوا له تعالى أفعالاً قبيحة لا تتلاشى فكفروا بذلك، وسبوا الله سبحانه بنسبتها إليه عمداً، حيث نبههم علماء العدلية في كل أوان، فكفروا أيضاً بذلك.


(١) لهم من أن المقتضي وهو الصفة الأخص ثابت لكل ذات عندهم ومن أن تأثيره تأثير إيجاب لا اختيار. تمت من كتاب عدة الأكياس

(٢) بين خطأ وخطأ. تمت من كتاب عدة الأكياس