الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الأحاديث الدالة على دخول أهل الكبائر النار وخلودهم فيها]

صفحة 393 - الجزء 2

[الأحاديث الدالة على دخول أهل الكبائر النار وخلودهم فيها]:

  وأما السنة: فأحاديث كثيرة، وروايات صحيحة شهيرة، ذات حجج منيرة، وبراهين جلية مستطيرة، وهي كما في الكتاب ضرب عام للعصاة الكفار والفساق، وضرب خاص بعصاة هذه الأمة، لكنا نورد ما سنح منها على تقسيم أوضح في إفادة المطلوب، وأصرح في إبطال مذهب الخصم الكذوب، ونجعل قسمتها إلى أربع جهات:

  الجهة الأولى: في الأحاديث المفيدة لدخول أهل الكبائر النار وخلودهم فيها:

  الحديث الأول: أخرج الإمام أمير المؤمنين في الحديث المرشد بالله # في أماليه، والبخاري في صحيحه والبيهقي في سننه، وغيرهم: «من تحسى سُمّاً فهو يتحساه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً - وفي بعضها أبداً - ومن تردى من جبل فهو يتردى من جبل في نار جهنم خالداً مخلداً، ومن وجأ نفسه بحديدة وقتل نفسه فحديدته يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً».

  الحديث الثاني: أخرج الهادي # عن علي # مرفوعاً: «من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار»، قيل يا رسول الله: وإن كان يسيراً؟، قال: «وإن كان قضيباً من أراك» ثلاث مرات.

  الحديث الثالث: أخرج الإمام الموفق بالله، وولده المرشد بالله @، عن علي # مرفوعاً: «نعوذ بالله من جب الحزن، قيل يا رسول الله: وما جب الحزن؟ قال: واد في جهنم إذا فتح استجارت منه جهنم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين بأعمالهم، وإن من شرار القراء الأمراء».

  الحديث الرابع: أخرج الحاكم وصححه عن معاذ ¥ حين دخل اليمن فقال: أيها الناس إني رسول رسولِ الله إليكم مخبركم: «أن المرد إلى الله إلى جنة أو نار خلوداً لا موت فيها، وإقامة بلا ظعن في أجساد لا تموت⁣(⁣١)».


(١) لفظه في مستدرك الحاكم: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود، إني رسول رسول الله، تعلمون =