[أقسام الأعراب الذين حول المدينة المنورة:]
  وصوله إليهم، أو يقطع بوصوله، أو يجوز الأمرين، والقاطع بوصوله: إما أن يقطع بارتفاعه، أو يجوز الأمرين، والتجويز في الموضعين هو الإرجاء الحقيقي، وهو يؤول في المعنى إلى الوقف وتأخير الحكم البات، ويدل على أن الإرجاء الحقيقي هو التجويز والتأخير قول الله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة ١٠٦].
[أقسام الأعراب الذين حول المدينة المنورة:]
  قسم الله سبحانه وتعالى الأعراب الذين حول المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله إلى خمسة أقسام:
  القسم الأول: الكفار بقوله: {الأَعْرَابُ أَشدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}[التوبة ٩٧].
  القسم الثاني: المؤمنون بقوله: {وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ} الآية [التوبة ٩٩].
  القسم الثالث: المنافقون بقوله: {وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ}[التوبة ٩٨]، وقوله: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}[التوبة ١٠١].
  القسم الرابع: العصاة التائبون بقوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}[التوبة ١٠٣].
  والقسم الخامس: العصاة غير التائبين بقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ}، أي: مجوزون لأمر الله فيهم، وجوزوا الأمرين: إما أن يعذبهم، وإما أن يتوب عليهم، أو مؤخرون لما أمرهم الله به من التوبة والإصلاح، ثم أخبر عن عاقبتهم بأنه تعالى إما أن يعذبهم وإما أن يتوب عليهم بحسب الحال: إن تابوا تاب عليهم، وإن لم عاقبهم، وأشار إلى معنى هذا التفصيل بحسب الحال بقوله عز من قائل: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} عليم بما سيكون منهم من توبة أو عدمها،