(ما هو الإيمان؟):
  وعمل يزيد وينقص، وهذا قول ابن مسعود، وحذيفة، والنخعي، والحسن البصري، وعطاء، وطاووس(١)، ومجاهد، وعبد الله بن المبارك، والمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة: التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، إلى قوله: وكذلك إذا أقر بالله وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم يعمل بالفرائض لا يسمى مؤمناً بالإطلاق، وإن كان في كلام العرب يسمى مؤمناً بالتصديق فذلك غير مستحق في كلام الله تعالى؛ لقوله ø: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}[الأنفال ٢] الآية الخ ما ذكره. وقال القسطلاني في قول البخاري: وهو أي: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ثم حكاه عن الشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وقال: بل قال به من الصحابة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وعمار(٢)، وأبو هريرة، وحذيفة، وعائشة، وغيرهم، ومن التابعين: كعب الأحبار، وعروة، وطاووس، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم، قال وروى اللالكائي أيضاً بسند صحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص. انتهى.
  فاعجب لهؤلاء الأشعرية ينقلون مذهب السلف الصالح في حقيقة الإيمان ثم يخالفونهم فيه.
(١) طاووس بن كيسان اليماني الجندي، عن ابن عباس وجابر، وعن الوصي في رواية المنصور بالله وغيرهم، وعنه ابنه عبد الله ومجاهد وعمرو بن دينار وغيرهم، وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن سعد: ثبت مثل ابن سيرين في أهل البصرة. قلت: أجمع على جلالته وعلمه وزهده، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، مازال كامل آل محمد ملازماً لنعشه حتى دفن |، توفي سنة ست ومائة بمكة، احتج به الجماعة. (جداول).
(٢) في شرح القسطلاني: وعمارة.