(ما هو الإيمان؟):
  قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».
  وأخرج أحمد والبخاري والنسائي عن ابن عباس، عنه ÷ أنه قال: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن».
  وأخرج البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عنه ÷ أنه قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهْبَة ذات شرف يرفع الناس فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن»، وزاد أحمد ومسلم: «ولا يغُل أحدكم حين يغل وهو مؤمن، فإياكم إياكم».
  وأخرج أحمد وابن حبان في صحيحه عن أنس عنه ÷ أنه قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»، ذكر هذه الجملة مولانا الحسين بن القاسم @ وقال: فهذه تدل على أن فعل الطاعات واجتناب المقبحات من أركان الإيمان.
  قال #: وللقوم تأويلات للآيات والأخبار تخالف ظواهرها المتبادرة من إطلاقها، وجواب عام: وهو أنه في الأعمال مجاز، والمجاز أولى من النقل. وما ذكروه لازم لهم؛ لأنهم يقولون: الإيمان في اللغة التصديق مطلقاً، وفي الشرع: تصديق خاص، وهذا منهم إقرار بأنه لم يبق على ما كان عليه في اللغة من الإطلاق. انتهى كلامه، والمسك ختامه.
  وقال شيخنا ¦ في حاشيته على المختصر ما لفظه: ومن السنة: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الخبر عند الناطق بالحق والمرشد بالله من طرق وألفاظ.