[العالم محدث]
  فقل لابن سينا وقل لأرسطا: ... هلموا إذا كنتم ذوي(١) حِكَم
  أيا معشر الفيلسوف الذي ... تعامى عن الحق حتى ارتطم
  أجبنا على سؤلنا إنكم ... على زعمكم حُكما في الأمم
  أَعِلَّتُكم قصدت أنها ... تخالف ذا الصنع حتى انتظم
  فكيف وذا الصنع في زعمكم ... قديم الوجود قديم الجِسَم؟
  وهل قصدت بعده فاخبروا ... عن الأصل ما كان ثم الخرم
  وإن قصدت قبل أوحاله ... خرجتم إلى قولنا الملتزم
  وعدتم على قولكم علة ... إلى فاعل واحد في القِدَم
  قدير عليم بلا مرية ... وحي مريد بما شا حكم
  ففي قولكم علة فرية ... إذ القصد عنها محال عدم
  وإن قلتمُ ليس قصد لها ... فَلِمْ كان فيه(٢) اختلاف الأمم؟
  ولما انتهى سُؤّلنا هاهنا ... وضاق الخناق بكم كَالبُكَم
  زعمتم عقولاً وأنفاسها ... وأفلاكها أثرت ما ارتسم
  ونحن نعيد السؤال الذي ... جذمنا به أنفكم فانجذم
  أتلك العقول وما بعدها ... هي الفاعلات فقولوا نعم
  فواحدها كان كافٍ لنا ... ونمنعه اسماً لما لم يسم
  وإن قلتمُ موجبٌ علةٌ ... فقد مَرَّ إبطاله وانصرم
  وأيضاً فهل بينها عندكم ... تخالف أم لا نعيد الكلم
  فإن كان قلنا فما شأنه ... وإلا فعَن ما اختلاف الأُمم؟
  وعاد الكلام وما بعده ... إلى غير حَدٍّ بِهِ يعتصم
  ولما سبرنا بأفكارنا ... طريقة أهل الهدى والظلم
  علمنا الصحيح ببرهانه ... وبطلان برهان هذا الزعم
(١) في الأصل «ذوو» والصواب ما أثبتناه.
(٢) أي: في الصنع.