(ما هو الإيمان؟):
  سعد بن أبي وقاص قال: «قسم رسول الله ÷ قسماً فقلنا: اعط فلاناً فإنه مؤمن، فقال: أو مسلم»، وغيره مما يطول تعداده انتهى. يعني مما يفيد إثبات الإسلام دون الإيمان، وهو موافق لما عليه أئمتنا $ من أن الإيمان أخص والإسلام أعم وإن كان الإسلام يأتي لمعنيين:
  أحدهما: أخص، وهو بمعنى الإيمان، ومنه: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه».
  والثاني: أعم، وهو تصديق القلب والمعرفة بما جاء به محمد ÷ والتبري من سائر الأديان، وهذا هو المراد في حديث سعد بن أبي وقاص.
  وأخرج المرشد بالله عن عثمان بن حُنيف ¥ قال: كان رسول الله ÷ قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله وتصديقاً به قولاً بلا عمل، والقبلة إلى بيت المقدس، فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض، ونسخت المدينة مكة والقولَ فيها، ونسخ البيتُ الحرام بيتَ المقدس، فصار الإيمان قولاً وعملاً.
  وأخرج أيضاً عن شريك قال: قال رسول الله ÷: «من زنى خرج منه الإيمان، ومن شرب الخمر غير مكره ولا مضطر خرج منه الإيمان، ومن انتهب نُهبَة يستشرفها الناس خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله ø عليه».
  وأخرج أيضاً عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يأمن جاره بوائقه: يبيت وهو آمن من شره، إنما المؤمن الذي نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة».
  وأخرج أيضاً عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «لا تزال شهادة أن لا إله إلا الله تحجز غضب الرب ø عن الناس ما لم يبالوا ما ذهب من دنياهم(١) إذا صلح لهم دينهم، فإذا لم يبالوا ما ذهب من دينهم إذا
(١) هكذا في أمالي المرشد بالله فينظر.