[من أسماء المؤمن]
  يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».
  وأخرج أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم».
  ولنقبض الكلام يا هُمَام، فالسنة مملوءة مما يدل على أن الإيمان قد صار اسماً في الشرع لفعل الطاعات واجتناب المحرمات، ورأس الطاعات وروحها الذي تموت عند فقده هو: التصديق بالله ø وجميع ما جاء به محمد ÷، لكن ليس ذلك وحده هو الإيمان كما ذهب إليه الخصوم، حتى يعدون الفساق من شراب الخمور ومرتكبي أنواع البغي والفجور في عداد المؤمنين الذين لا خوف عليهم من النار ولا هم يحزنون.
[من أسماء المؤمن]:
  نعم، وإذا كان الإيمان قد صار حقيقة شرعية دينية في الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات فمن كان كذلك - أي: آت بالواجبات مجتنباً للمحرمات (فإنا نسميه) ونطلق عليه جميع أسماء المدح والتعظيم من كونه (مؤمناً، ومسلماً) بالمعنى الأخص، وهو المرادف للإيمان، لا بالمعنى الأعم، وهو المقابل للكفر الذي يكون معناه الانقياد والاستسلام والتبري من سائر الأديان سوى دين الإسلام؛ لأن الإسلام في أصل اللغة هو الانقياد والاستسلام، قال تعالى: {قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات ١٤]، وفي الشرع له معنيان:
  أحدهما: أعم: وهو المقابل للكفر، ويتناول كل من نطق بالشهادتين، واتخذ الإسلام ديناً له، وتبرأ من جميع الأديان سوى دين الإسلام، فإذا التزم ذلك صار مسلماً بالمعنى الأعم، ثم إذا أتى بالواجبات واجتنب المحرمات صار مؤمناً.