الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[حقوق المؤمن]

صفحة 474 - الجزء 2

  وعَادِلاً، وفَاضِلاً؛ لأن هذه الأوصاف كلها أسماء مدح، وإن كانت معانيها في أصل اللغة مختلفة فقد صارت مرادفة لاسم المؤمن.

  فالتقي: مأخوذ من التقية؛ لما كان المؤمن يتقي العقاب بفعله الواجبات واجتنابه المحرمات قيل له: متقٍ وتقياً، والمصدر التقوى كالرجوى.

  والزكي: أي: زائد الخير والطاعة، مأخوذ من الزكاء وهو النماء.

  والبَر: المطيع، قال شيخنا ¦: مجازاً، وحقيقته: بر الوالدين.

  قلت: الأظهر أنه فاعل الخير والإحسان، وقد ورد في أسماء الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ٢٨}⁣[الطور] ولا يستقيم تفسيره بالمطيع، وإنما معناه ما ذكرنا، والله أعلم.

  والولي: من يستحق الموالاة، أي: المحبة له، وسيأتي تحقيقها.

  والصالح: من صلاح الثمر، إذا أينع وسلم الفساد.

  والديِّن: من استعمل أمور الدين من المواظبة على الواجبات والتجنب عن المحرمات.

  والمحُسِن: فاعل الإحسان.

  والعَادل: فاعل العدل.

  والفاضل: من فعل الخصال المقتضية للفضل، أي: الثواب والرفعة على من ليس كذلك.

  فهذه الأسماء كلها قد صارت في استعمالِ الشارع وتعارفِ أهل الشرع أسماء مدح مرادفة للمؤمن (وذلك إجماع) بين المسلمين وإن خالف منهم من أجاز تسمية الفاسق مؤمناً، فإنه لا خلاف أن هذه الأوصاف تطلق على المؤمن.

[حقوق المؤمن]:

  (و) أما ما يجب من حقه أي: الحق الواجب له فإنه (يجب إجلاله وتعظيمه) هما بمعنى واحد، وهو المحبة وعدم الاستهانة به والاستخفاف، (و) كذلك يجب